الإسلام لم يطلب من الزوجة أن تعود إلي البيت وتنقطع عن عملها!
* واجب الزوجة الأول : إعطاء الحب والحنان لبيتها ثم بعد ذلك تعمل
* كان الرسول يجلس مع أهل بيته يتحدث ويضحك ويمرح.. ولم يكن الخرس الزوجي يدخل بيته
* كان الرسول يحلب الشاة ـ أي يعد الفطور ويرتق ثوبه ويشتري احتياجات البيت من السوق!
في سنة أولي زواج، يكثر الصدام بين الأزواج.. هو صدام ثقافات وبيئات، وصراع علي السلطة داخل البيت، ومحاولة كل طرف أن يكسب أكبر قدر من الاستقلالية. "عمرو خالد" يقول إن الإسلام كان عادلا في توزيعه الحقوق بين الزوج والزوجة، ولو أن كلا منهما عرف حقوقه وحقوق الآخر، لتوقف الصدام، ولتحولت "سنة أولي زواج" إلي سنة عسل دائمة.
تعالوا نري ماقاله عمرو خالد في حوارنا معه حول هذا الموضوع.
جوهر المشكلة
سألته :
> أستاذ عمرو.. نريد أن نرصد ماهي حقوق الزوجة، وماحقوق الزوج، التي لو عرفناها بوضوح تستقر الحياة الزوجية؟
ـ المشكلة الأساسية في حقوق الزوج وحقوق الزوجة، هي أن يعرف كل منهما دوره. لأن عدم معرفة الدور هو الذي يؤدي إلي حدوث المشاكل.
فهل دور الرجل ينحصر في جمع المال للإنفاق علي البيت؟.. وهل دور المرأة أن تخرج إلي النادي وتذهب في رحلات دون النظر إلي مصالح بيتها وزوجها وأولادها؟
ـ المشكلة الأساسية للأسرة في كل أنحاء العالم، كانت تحديد دور كل من الزوج والزوجة. والمناهج الاجتماعية العالمية اختلفت حول ذلك.
فعندما أرادت الشيوعية في روسيا وأوروبا الشرقية تحديد دور الرجل ودور المرأة، قالت إن أهم شيء هو المجتمع، والرجل والمرأة ماهما إلا وسائل إنتاج أفراد في المجتمع. والدولة تأخذ الأطفال وتربيهم نيابة عن الأبوين. هنا تم استبدال دور الأب والأم بالدولة التي تربي وتنفق وتعلم، لكي يشب الأبناء في حالة انتماء للدولة.
> أريد أن أذكرك بشيء وهو أن إسرائيل تقوم بتطبيق نفس النظرية في الكيبوتز والموشاف رغم أنها مجتمع غير شيوعي.
ـ وكانت النتيجة حين تم استبدال دور الأب والأم، حدوث الانهيار الشديد والمفاجيء في الدولة السوفيتية، والمجتمع الشيوعي كله.
لكن حين عاد دور الأبوة والأمومة، انصلح حال المجتمع.
عندما تقرر أن تحل الدولة محل الأسرة، سقطت الشيوعية في 70 سنة.
الشكل الآخر هو النموذج الغربي، الذي شدد علي أنه مجتمع مادي، الدولار أو اليورو يكسب. والذي لايملك نقودا وأموالا يداس بالأقدام.
الأولوية الأولي في المجتمع بالنسبة للرجل والمرأة علي السواء، هي نزولهما للعمل.
أما تربية الأولاد والحب داخل الأسرة فتأتي في المرتبة الثانية.
القيمة الأولي : هي الشغل والشغل والشغل. وأنا لست ضد عمل المرأة، لكننا نتحدث هنا عن الأولوية، فبدأت المرأة تنزل للعمل وتشتغل ليل نهار، وبدأت لذلك تفقد أنوثتها، لأنها تضع نفسها مكان الرجل في كل صغيرة وكبيرة.
الأولويات الصحيحة
> المرأة قبل الإسلام وفي صدر الإسلام كانت تعمل، ومع ذلك لم تفقد أنوثتها ولم تتحلل الأسرة بسببها. لماذا؟
ـ مع العلم أن المرأة قبل الإسلام وأثناء الإسلام وبداية عهد النبوة كانت تشتغل وتخرج للجهاد ولم تفقد أنوثتها، لأن الأولويات كانت مرتبة بطريقة صحيحة. مسألة أن تنجح المرأة، هذه مسألة معروفة، كذلك مسألة أن تتفوق المرأة، هذه مسألة مبنية علي الأولويات.
نماذج مرفوضة
لو استعرضنا النموذج الغربي الذي تعامل مع الأسرة علي أنها حالة مادية بحتة جدا، وأنها رقم 2 أو 3 فكانت النتيجة ـ وأنا رجل أعيش في الغرب ـ أن البنت حتي سن 16 سنة، ممنوع أن يكون لها "بوي فريند" ، يكفي أن يكونا زميلين في المدرسة.
سن 16 سنة لها بوي فريند تحت مظلة الأسرة.
سن 18 سنة تترك البيت كما تريد وتعيش مع البوي فريند كما تشاء وتنفصل عن الأسرة، لكي تستمتع بحياتها دون إنجاب أطفال. لأن المجتمع غرس في وجدانها وعقلها، أن الأصل هو الحصول علي المال "هذا الشكل الغالب".
في سن 35 هي كامرأة، تريد أن تعيش كامرأة وزوجة، فيقال لها: لا.. نحن سنعيش شركاء في بيت أي أن المرأة والرجل يتقاسمان المسئولية ولا مانع من وجود أولاد، دون إعلان للزواج.
ما الفرق بين هذا الشكل للعلاقة وشكل الزواج؟
ـ الفرق أن الرجل لايريد تحمل المسئولية. وفي أي وقت من الأوقات يقول لها: مع السلامة هي وعيالها. فظهر شيء جديد في الغرب اسمه "الأم المنفردة"، وهي التي كانت شريكة في بيت مع رجل، ثم أصبحت هي وأبناؤها شركاء مع هذا الرجل الغريب الذي لايعرفونه. نتيجة ذلك، أن المرأة بعد سن الـ 45 سنة تحس أنها انهارت، فهي لم تعد تصلح "جيرل فريند" ولا هي أم، ولا هي جدة، ولا هي زوجة، وانتهت حياتها علي ذلك.
بعد أن تحدثنا عن النموذج الشيوعي والنموذج الغربي، تعال نري النموذج الإسلامي.
أريد حبا وحنانا
يقول النموذج الإسلامي إن دور الرجل هو:
1 ـ التربية
2 ـ الإنفاق علي الأسرة
3 ـ إعطاء الحنان للبيت.
أما أولويات الزوجة فهي:
1 ـ الحنان والعطف للزوج والأبناء
2 ـ العمل إن شاءت
والدليل علي أن أول واجبات الزوجة هو الحنان والعطف، أن الله سبحانه وتعالي أوجد ذلك من طريقة تكوينها.. فهي اسمها حواء. وحواء من الاحتواء. احتواء المجتمع كله وليس الرجل والأطفال فقط. هذا هو الدور الأساس للمرأة وحواء خلقت من ضلع آدم، ولم تخلق من تراب مثله، لكي يقول له الله سبحانه: هذه قطعة منك فلا تهملها.
فهي خلقت من ضلعه الذي يحمي القلب، وهي إذن التي تحمي القلب.
يروي الإمام أحمد أنه بينما آدم في الجنة استوحش. فبينما هو نائم، خلقت حواء من ضلعه فاستيقظ فرآها.
فقال: من أنت؟.. فقالت: امرأة.
قال: ما اسمك؟.. فقالت : حواء.
قال : لم خلقت؟.. قالت: لأكون سكنا لك. أي أنا سكن الأرض، وطمأنينة القلب. والأرض من دوني حروب ودمار ونكد وأحزان.
قارن إذن النماذج الأخري بفكرة الإسلام في التعامل مع المرأة.
مفهوم خاطيء
ومن أخطر الأشياء التي حدثت في حياتنا، تصوير المرأة وهي تربي أبناءها علي أنها قطعة أثاث في بيت. وهذا غير صحيح. وكلنا يحفظ بيت شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها ..
أعددت شعبا طيب الأعراق
فكان الإسلام يقول لها : أنت نصف المجتمع، وأنت التي تعطين العطف والحنان للنصف الثاني.
أما بالنسبة لتشجيع المرأة علي عدم العمل فليس له أصل في الإسلام. وهي قد تكون رد فعل في القرن الأخير، نتيجة تعالي الصيحات المقلدة للغرب. بأن أولوية دور المرأة هو العمل ومسألة أن المرأة لاتعمل، لم تكن موجودة في عهد النبي، وقد أقر النبي صلي الله عليه وسلم. أن تنشيء السيدة رفيدة مستشفي لعلاج الرجال والنساء. وقد أشاد حسان بن ثابت شاعر الرسول صلي الله عليه وسلم بالمرأة العاملة، كما جعل النبي صلي الله عليه وسلم دورا للنساء في خطط الحرب.
وقد جاءته امرأة تقول إنها تعمل مزينة للنساء، فرحب بها وقال إنك تفعلين ذلك كي تحببيهن إلي أزواجهن. فعندنا الطبيبة والمحاربة.
والسيدة عائشة كانت تفتح مدرسة لتعليم النساء والرجال الذين صار من بينهم علماء بعد ذلك.
ونحن عندنا الشاعرات المبدعات. دور المرأة المسلمة الأساسي هو رعاية الزوج والأبناء وأن تعمل بشرط ألا تفقد أنوثتها، ورقة مشاعرها.
من الناحية الأخري.. مادور الرجل؟..
هل هو التربية قبل الانفاق أم الإنفاق قبل التربية؟.. دور الرجل هو التربية قبل الإنفاق. فماذا تفيد النقود إذا تربي الابن كمدمن مخدرات؟
الرجل هو رقم (1).. فأين تربيتك وعطفك وبذلك؟.. أين الالتقاء بأولادك والاهتمام بهم؟
مسئولية الزوج فقط
> الزوجة الحامل التي ترجع من عملها مرهقة، لتجد مشاكل البيت والأبناء، وتجد في انتظارها الطبخ والمسح وغسيل الملابس ، بينما الزوج يأخذ حماما ويجلس أمام التليفزيون ثم ينام. هل هذا عدل؟
ـ هذا تصور ظالم، وأنا أرجع هذا لمشكلة أساسية هي أن أزواجا كثيرين ليس عندهم استعداد لتحمل المسئولية بالشكل المفروض أن يتحمله الرجل. وهم يتصورون خطأ أن دور المرأة الأساسي أنها تكنس وتطبخ وتغسل. نحن نرفض أن يكون هذا هو شكل الإسلام في تعامله مع المرأة.
فالرسول وهو يتحمل مسئولية النبوة وقيادة الأمة، كان يحلب الشاة وكان يرتق ثوبه وكان يذهب إلي السوق لشراء طلبات البيت. هذا دور الرجل، كما رسمه الرسول العظيم.
تقول السيدة عائشة: كان الرسول صلي الله عليه وسلم يجلس يحدثنا ونحدثه، فإذا نودي للصلاة كأنه لايعرفنا ولانعرفه.
> فيم كانوا يتحدثون؟ هل كل حديثهم كان في الدين؟
ـ كانت هناك حكايات اجتماعية وشعر وفسح ومسابقات.
> هل من حق الزوج أن يسأل زوجته عن راتبها أول كل شهر؟
ـ الإسلام فصل الذمة المالية للمرأة عن الرجل فصلا شديدا. فجعل من حقها التصرف في أموالها كيف تشاء.
وفي الإسلام تسمي المرأة باسم أبيها، عكس مايحدث في الغرب حيث تدعي باسم زوجها.