اعتقد انه من الظروري البدء من معرفة ما هو مطلوب، يجب ان نعلم ابنائنا وان نجعلهم يختارون ما هي الاشياء التي يردونها في هذه الحياة وما هي الرؤية المستقبلية لهم (vision) ليعرفوا كيف يحققونه بعد ذلك، يقول لي احدهم عن تجربة شخصية له مع ابنائه وبناته:
" لقد عودت ابنائي من البداية ان يحددوا ما يريدون، ويسترسل قائلا:
عملت لهم تمرين، طلبت منهم ان يكتبوا لي على ورقه الاولويات العشر بالاشياء التي يريدون امتلاكها، فكانت القائمة كما يلي ( سيارة فيراري، لاب توب، لعبه باربي، فستان، بلاي ستيشن.... الخ) هذا كان في البداية، يقول واستمرينا على هذا التمرين لمدة شهر كامل بشكل شبه يومي (أي يوم وترك يوم) ولكن بعد الشهر استوضحت لهم الفكرة وتغيرت الطلبات الى بيت كبير على البحر والسيارة الفيراري، شركة لانتاج العاب الكمبيوتر، مدير شركة اتصالات،امتلاك طيارة، وظيفة جراح في مستشفى في الخارج ...... الخ."
ولا زالو يقومون بهذا التمرين في الشهرين مره على الاقل فقط لمحاولة التذكير بالاهداف المراد تحقيقها.
هنيئا لهذا الاب على اسلوبه في تربية ابناءه
سألته : طيب ما تخاف انه بعد شهرين او اكثر انهم يغيرون رايهم في الطلبات وبالتالي يكون ابنائك مثل اللي ضرب فيهم (جو فايتال) في كتابه the attractor factor هذا المثل:
"الكل يتمنى ولكن اكثرنا عامل مثل اللي يدخل مطعم ويطلب طلب وبعد دقيقتين او اكثر الغى الطلب وطلب شي ثاني وبعد خمس دقائق الغى الطلب وطلب طلب ثالث. وبعدين يتشكى ليش مش قاعد احصل على اللي انا ابغاه"
رد على قائلا:
لهذا السبب جاءت الخطوة الثانية، ان لدى كل واحد من ابناءي لوحة تخيل (vision board) تساعدهم على تذكر الاشياء المراد تحقيقها في هذه الحياة. والتركيز على ما يريدون، لما تكون اهدافهم اما عينهم طول الوقت، راح يسعون بشكل لا اراداي لتحقيقها.
وقد اساعدهم انا ووالدتهم في اختيار الصور ولكن لا الزمهم على شئ معين، لانه من المهم ان تكون الصورة التي يختارونها ان تشعرهم باحساس جميل،
يقول لي نفس الشخص:
"وائل، يجب الانتباه لاطفالك وللطريقة التي يتحدثون مع نفسهم فيها.
فقلت له كيف يعني؟
قال لي : خذ هذا المثال عندما اطلب من احد ابنائي بعمل شئ ما، ويرد علي قائلاً (ما اقدر)
اقول له : ايش دراك انك ما تقدر، تبغى تقدر وتعرف كيف تسوي كل اللي انت تبغاه.
يرد على ويقول: ايوه يا بابا
اقوله: اوكي اول شئ اغمض عينيك، وردد انا اقدر (و سمي الحاجه اللي انت تبغاها) وكررها سبع مرات او اكثر.
وبعدين اطلب منه المحاوله، ستلاحظ انه راح يحاول ويحاول لغاية ما يقدر
لاحظ ان الفكرة تبدأ بكلمة، فاذا تحكمت بكلامك راح تقدر تتحكم بأفكارك وبالتالي راح تقدر تتحكم بتصرفاتك وقدراتك ومنها راح يقودك هذا بالتحكم بحياتك.
رديت عليه وقلت له: صح لسانك يا طويل العمر،
رد علي وقال لي: صح بدنك.
دائما يجب ان نعود ابنائنا على اللفاظ والكلمات الايجابية ليكون تفكيرهم ايجابي:
اي يجب تجنب كل كلمة فيها (لا) او تحمل معنى النفي اي
(لا تعمل كذا) ويكون بالمقابل لها (اعمل كذا . ونحدد لهم ما نريد وليس ما لا نريد)
ان قدرة العقل البشري لا تستطيع التعامل مع كلمة لا ولا تستطيع تحليل هذه الكلمة، فاذا طلبت من احدهم لا تفكر في حادث مروري ، تخيل ما هي الصورة التي سوف تتوارد الى ذهنه في هذه اللحظة (انت على حق صورة حادث مروري هي التي سوف تأتي في مخيلته في هذه اللحظة) من هذا المثال نرى ان كلمة لا غير معروفة او غير مفهومه للعقل البشري .
ان المانع الوحيد بل ومن اكبر المعوقات التي توقفنا عن تحقيق ما نريد هو الخوف، واساس هذه الكلمة هي (لا) التي تعودنا عليها من صغرنا ، فلماذا نعيد الكره مع ابنائنا، فيجب عندها ايقاف استخدام كلمة (لا) وللأبد.
ان الخوف هو العائق الوحيد الذي يجعلنا مكانك سر، الخوف في الخوض في علاقة جديدة، الخوف من الدخول في المشروع الفلاني، الخوف من ترك الوظيفه الحالية للبحث عن فرصة افضل في مكان افضل، الخوف، الخوف، الخوف.
ومن هنا تأتي هذه النقطة، يجب الانتباه للطريقة التي نتحدث بها الى ابنائنا، فيجب ان تكون طريقة حديثنا معهم بطريقة ايجابية والتوقف من استخدام الالفاظ السلبية. لان هذه السلبية هي التي تزرع الخوف في نفوسهم. وكلنا يعلم ان الاطفال الذي يتمتعون بنصيب اكبر من الجرأة هم اطفال يتمتعون بنصيب اكبر من الذكاء العاطفي. وبالتالي هم اطفال اكثر نجاحاً.
فليس بسبب اننا كنا ضحايا لضحايا، ليس بالضرورة بأن نورث هذه العقلية الى اطفالنا (عقلية الضحية)
حدثني صديق لي وقال:
تعودت اذا كنت مع ابنائي في السيارة واذا صادف ان مررنا بحادث مروري، فاني تلقائياً احاول منع ابنائي للنظر الى الحادث، او اني الفت انتباههم الى شئ اخر او موضوع اخر،
سألته ليش يعني ايش السبب؟
قال:
قال لي" يا وائل، حرصي على كل ما يدخل الى عقولهم من صور او مواقف او كلام او .. او ... هو السبب لفعلي لذلك.
انا ما ابغى انهم يشوفون مناظر صحيح انهم يمكن ينسونها بعد فترة ولكن قد تلتصق بعقولهم الباطن الى الابد. وانا استغرب من الحشريين اللي يتجمعون عند الحوادث المرورية بغرض الفرجة فقط. هذه صورة سلبية ما تخافون ان اذا تركزت هذه الصورة في عقولكم فانها قد تحدث لكم في يوم من الايام."
ومره ثانية قلت له: صح لسانك يا ابو فلان.
منتدى السر