الجزء الأول
أطلق ما لديك من قوة
المثابر يؤمن بالقدر أما الهوائى فهو يؤمن بالحظ " بنجامين ديزرائيلي "
كيف تخلق تحولات مستمرة
الخطوة الأولى :-
أرفع مقاييسك
أول ما يجب عليك أن تفعله حين تريد بصدق استحداث تغيير فى حياتك هو أن ترفع من مستوى مقاييسك
أهم شئ على الإطلاق هو تغيير ما تطلبه من نفسك ؛ لقد كتبت كل الأشياء التى لن أقبلها فى حياتى بعد الأن وتلك التى لن أحتملها وتلك التى أتوق لأن أصبح عليها فيما بعد .
تأمل تلك النتائج عميقة الجذور التى يستحدثها النساء والرجال الذين رفعوا من مستوى مقاييسهم وتصرفوا على هذا الأساس بعد أن قرروا أنهم لن يقبلوا ما دون ذلك
ويسجل لنا التاريخ لنا أمثلة لأناس مثل ليوناردوا دافتشى وابراهام لينكولن وهيلين كيلر والماتما غاندى ومارتن لوثر كينج والبرت اينشاتين وسويكرو هوندا وغيرهم كثيرا ممن أتخذوا تلك الخطوة الهائلة
فتغيير مؤسسة أو شركة أو بلد أو العالم يبدأ بخطوة بسيطة وهى أن تغير نفسك
الخطوة الثانية
غير المعتقدات التى تقف حائلاً فى وجهك
إذا غيرت مقاييسك دون أن تكون قانعاً بالفعل أن بإمكانك تحقيقها فإنك إنما تعطل نفسك عمداً فى واقع الأمر بل إنك لن تحاول مجرد المحاولة . وستفتقر لذلك الشعور باليقين الذى يسمح لك بأن تستخرج أعمق القدرات التى تكمن فى داخلك
ولذا فإن تبديل منظمومة قناعاتنا هو خطوة إساسية فى سبيل تحقيق أى تغيير حقيقى ودائم فى حياتنا
علينا أن ننمى فى داخلنا إحساساً باليقين بأن بإمكاننا التمسك بمقاييسنا الجديدة ؛ وبأننا سننجح فى ذلك قبل أن نقدم على ذلك بالفعل .
الخطوة الثالثة
بدل استراتيجيتك
لكى تفى بالتزاماتك لابد لك من أن تنتهج أفضل استراتيجية تحقق لك النتائج المرجوة
وأفضل استراتيجية فى كل حالة تواجهك تقريباً هى أن تعثر على قدوة ما ؛ شخص تمكن من تحقيق ما تصبو لتحقيقه من نتائج ؛ وان تحاول التعرف على ما كان لديه من معرفة حاول أن تتعرف على ما فعل لتحقيق ذلك وماذا كانت قناعاته الأساسية وكيف كان يفكر فهذا لن يزيد من فعاليتك فحسب بل سيوفر لك الكثير من الوقت إذ لن يكون عليك أن تعيد اكتشاف العجلة من جديد بل يمكنك تحسينها فقط وإعادة تشكيلها وربما ابتداعها بصورة أفضل
سأعرض عليك أنماط قوة متميزة تمكنك من إبتكار تحسينات دائمة فى نوعية حياتك سنركز معا على كيفية إتقان خمسة ميادين فى الحياة وهى الميادين التى أعتقد أنها تحدث أقوى التأثيرات على حياتنا وهذه الميادين هى :
- إتقان استثمارك العاطفي
معظمنا نترك أنفسنا تحت رحمة الأحداث الخارجية التى لا قبل لنا بالسيطرة عليها ونعتمد بدلا من ذلك على معالجات سريعة قصيرة الأمد .
ستكتشف فى هذا الكتاب ما الذى يجعلك تقدم على ما تقدم عليه وما الذى يثير العواطف التى تنتابك فى غالب الأحيان سنقدم لك خطة تستند على مبدأ الخطوة خطوة لنبين لك أى العواطف هى التى تمدك بالقوة وأيها التى تستنفذ قواك وكيف يمكنك أن تستخدم كلتيهما بأفضل السبل لكى تصبح عواطفك أداة قوية تساعدك على تحقيق أقصى ما عندك من إمكانيات بدلاً من أن تكون عائقاً فى وجهك .
__________________
- إتقان استثمارك البدنى
هل تستيقظ فى الصباح وأنت تشعر بالنشاط والقوة اللتين تمكناك من بدء يوم جديد ؟ أم تستيقظ وأنت تحس بأنك تعانى من نفس القدر من التعب الذى كنت تشعر به فى الليلة السابقة ؟ إذ تنتابك الأوجاع ويسوئك أن تبدأ يوماً آخر تواجهك فيه نفس المهام
إن هذا الدرس الثانى فى الإتقان سيساعدك على السيطرة على صحتك البدنية وحينذاك لن تبدو فى مظهر حسن فقط بل ستشعر أيضا بأنك فى وضع حسن وأنك تسيطر على شؤون حياتك إذ تمتلك جسما يشع حيوية ونشاطاً بحيث يمكنك أن تنجزا ما تطمح لإنجازه
3- إتقان استثمار علاقاتك
تدربك على إتقان سيطرتك على علاقاتك العاطفية والعائلية والعملية والاجتماعية هل ترغب فى أن تتعلم وتنمو وتصبح ناجحاً وسعيداً دون ان يشاركك أحد فى ذلك .
الدرس الثالث فى هذا الكتاب سيكشف لك تلك الأسرار التى تمكنك من إقامة علاقات نوعية مع نفسك أولا ثم مع الأخرين
ستبدأ باكتشاف ما تعطيه أعلى قيمة فى حياتك وما هى توقعاتك من الحياة
ستتعلم كيف تتواصل مع الآخرين على اعمق المستويات
ستكون مكافأتك شيئا هو أقصى ما نطمح إليه إذ نشعر بأننا نساهم بنصيبنا وندرك بأننا نحقق شيئاً مختلفا متميز فى حياة الآخرين
4- إتقان استثمار أمورك المالية
يقول الكاتب ما أن يبلغ الأمريكيون سن الخامسة والستين حتى يكون غالبيتهم قد أفلسوا تماماً أو انتقلوا للعالم الأخر !
وهذا ليس ما يتصوره معظم الناس لأنفسهم وهم يتطلعون الى ما يعتبرونه وقتهم الذهبي ألا وهو سن التقاعد ولكن كيف لك ان تحول هذا الحلم الجميل العزيز على نفسك الى واقع ؟
الدرس الرابع فى هذا الكتاب سيرشدك الى كيفية تجاوز مجرد البقاء على قيد الحياة فى خريف عمرك بل وحتى قبل ذلك وعلى الرغم من توفر الفرص أمامنا غير أن معظمنا يعانون من عسر مادى مستمر ونتوهم ان حصولنا على المزيد من المال من شأنه أن يحل هذه المشكلة ويحررنا من التوتر .
غير أن هذا وهم يتغلغل فى صلب ثقافتنا كأمريكيين
أذ يمكننى أن أؤكد لك بأنك كلما جمعت المزيد من المال تزايد ما تشعر به من التوتر
مفتاح الأمور ليس ملاحقة الثروة المجردة بل تبديل قناعاتك وموقفك حول هذا الموضوع بحيث تدرك أن المال إنما هو وسليتك للمساهمة بالدور المطلوب منك وليس غاية فى حد ذاته لتحقيق السعادة
لكى تشكل وضعا ماليا يحقق لك الوفرة عليك أن تتعلم كيف تغير ما يسبب لك العوز المالى ثم كيف تنتهج السبيل الضرورى الذى يمكنك من الحصول على الثروة والمحافظة عليها بل وزيادتها
عليك أن تحدد أهدافك وتشكل أحلامك بالطريقة التى تسير بك نحو تحقيق أعلى مستوى ممكن من الحياة المالية الميسرة وتحقق لك فى نفس الوقت ذلك الشعور بالأمن الذهنى وتحررك من كل ما يحول دون تطلعك الى الأمام لتحقيق كل الفرص التى توفرها الحياة لك .
5 – إتقان استثمار الوقت
يوجد بيننا الكثير ممن يعرفون كيف يمكنهم استثمار وقتهم ؟ لست أتحدث عن إدارة الوقت بل أتحدث عن أخذ الوقت وليه بحيث يصبح حليفاً لك بدلا من أن يكون عدوك
الدرس الخامس سيعلمك كيف يمكن لتقييم قصير الأجل أن يؤدى الى ألم طويل الأجل
ما ستتعلمه من هذا الكتاب هو كيف تتخذ فرصا حقيقة وكيف تكبح جموح رغبتك فى الوصول الى مكافأة فورية بحيث تتيح الفرصة لأفكارك وإبداعاتك بل ولقدراتك فى حد ذاتها أن تأخذ الوقت اللازم لكى تنضج وبعد ذلك ستعلم كيف تصمم الخرائط والاستراتيجيات الضرورية لمتابعة تنفيذ قراراتك ووضعها موضع التنفيذ بحيث تصبح واقعا
هذا الى جانب التحكم فى إرادتك للقيام بأفعال جسيمة والصبر على أحتمال التأخر فى تنفيذ خططك والمرونة لتغيير إتجاهك حينما يتطلب الأمر ذلك
لقد كتبت هذا الكتاب لكى يكون دليلاً عمليا وكتاباً تدريبيا حول كيفية رفع نوعية حياتك وزيادة المتعة التى يمكن لك أن تستنبطها من هذه الحياة
ليس الهدف من هذا الكتاب هو أن يساعدك على إجراء تغيير فريد فى حياتك فحسب بل أن يكون نقطة إنطلاقة تعينك على رفع حياتك كلها الى مستوى أعلى .
فى هذا الكتاب ستتعلم سلسلة من الاستراتيجيات المحددة البسيطة لمواجهة أسباب أى تحد وتغييرها بأقل قدر ممكن من الجهد .
القرارات السبيل الى القوة
ولد الإنسان ليعيش لا كى يستعد ليعيش " بوريس باسترناك "
هل تذكر بعض الأحداث التى جرت فى ذلك العقد من الزمن ؟
فكر للحظة واحدة أين كنت عند ذاك ؟
كيف كنت ؟ من كان أصدقاؤك ؟ ماذا كانت أحلامك وآمالك ؟
ولأن سألك أحدهم عندئذ أين ستكون بعد عشر سنوات أو خمس عشرة سنة فبماذا كنت تجيبه ؟ هل تقيم الأن فى المكان الذى كنت حينذاك تريد أن تكون فيه ؟
يمكن لعقد من الزمن أن يمر بسرعة البرق أليس كذلك ؟
قد يكون الأهم من ذلك أن نسأل أنفسنا كيف سأعيش السنوات العشر القادمة من حياتى ؟
كيف سأعيش يومى هذا لأصل الى الغد الذى التزمت بتحقيقه ؟
ما الذى سأدافع عنه من الأن ؟
وما هى الأمور المهمة بالنسبة لى على المدى الطويل ؟
ما هى الأفعال التى يتوجب على القيام بها اليوم والتى من شأنها أن تشكل مصيرى النهائى ؟
لا شك بأنك ستكون فى موقع ما بعد عشر سنوات بإذن الله ولكن السؤال هو أين ؟
ماذا ستكون قد أصبحت ؟ كيف ستعيش حينذاك ؟
ما الذى ستساهم به عندئذ ؟
الأن هو وقت تصميم السنوات العشر القادمة من حياتك وليس بعد أن تنتهى تلك السنوات علينا أن نقتنص اللحظة المواتية .
يقول الكاتب :
فى بداية الثمانينات كنت فى التاسعة عشرة من عمرى ولم تكن لدى مصادر مالية كما لم يكن لدى من يدربنى على النجاح أو أصدقاء ناجحون أو أهداف واضحة محددة كنت أتخبط وأتصارع مع نفسي وأعانى من السمنة غير أنى فى غضون سنوات قليلة استطعت أن أكتشف لدى قوة استخدمتها لتبديل كل منحى من مناحى حياتى تقريبا وما أن أتقنت ذلك حتى استخدمته لتحويل كل وجوه حياتى تقريباً فى غضون فترة تقل عن العام الواحد
كانت هذه الأداة التى استخدمتها لكى أزيد بصورة دراماتيكية من مستوى ثقتى بنفسي ومن ثم قدرتى على اتخاذ الإجراء المناسب وتحقيق نتائج يمكن قياسها .
كما استخدمت هذه القوة لكى استعيد السيطرة على صحتى البدنية ولذا تخلصت على الفور مما يزيد على سبعة عشرة كيلو جرام من الدهون وبقيامى بذلك جذبت فتاة أحلامى وتزوجتها وكونت عائلة كنت أرغب فيها والى جانب ذلك استخدمت تلك القوة لكى ارفع من دخلى من مستوى سد الرمق الى مستوى يزيد على مليون دولار فى السنة .
وقد مكننى هذا من الانتقال من شقتى المتناهية الصغر ( حيث كنت اغسل أطباقى فوق المغسلة إذ لم يكن لدى مطبخ ) الى بيت العائلة الذى أملكه وهو قلعة ديل مار
وهذا التميز الوحيد الذى نقلنى من الإحساس بالوحدة المطلقة وبالضآلة الى الشعور بالامتنان لفرص الجديدة المتوفرة أمامى لكى أقوم بالمساهمة بعمل ينفع الملايين حول العامل وهذه القوة ما زلت استخدمها فى كل يوم من أيامى لتشكيل حياتى الشخصية