| the power of now | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: the power of now الأحد أكتوبر 26, 2008 3:19 pm | |
| كتاب رائع و لكن باللغة الانجليزية.. للكاتب ايكارت للتحميل هنا | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الأحد نوفمبر 09, 2008 1:47 pm | |
| * المقدمة *
يقول المؤلف ، Ekcart Tolle في مقدمة الكتاب : استخدامي قليل جداً للماضي ونادراً
ما أفكر فيه ، ولكن أود باختصار إخباركم كيف أصبحت معلماً روحياً ، وكيف جاء هذا الكتاب إلى الوجود .
يروي لنا المؤلف كيف كان يعيش مرحلة من الإكتئاب العميق التي أوصلته للتفكير في الإنتحار
الى أن جاءت ليلة استيقظ فيها مفزوعاً ولم تكن تلك الليلة الأولى التي يحدث له فيها ذلك ، ولكنها
كانت الأشد .حيث كان هدوء الليل ، والحدود المبهمة للأثاث في ظلام الغرفة ، والإزعاج البعيد الذي
يصدر من مرور القطار غريبة وعدوانية جداً وكانت كلها بلا معنى ، وقد أحدث ذلك في داخله اشمئزاز
عميق من العالم ، وكان الشئ الأكثر اشمئزازاً بالنسبة له ، هو وجوده .
يقول المؤلف : لم أعد استطيع العيش مع نفسي أبداً ، وهذه الفكرة أصبحت تكرر نفسها في رأسي ،
وفجأة أصبحت مدركاً لهذه الفكرة الغريبة والتي هي : هل أنا واحد أم اثنان ؟ اذا لم أعد أستطيع
العيش مع نفسي ، فلابد أنه يوجد اثنان مني : "أنا" و"نفسي" التي لا أستطيع "أنا" العيش معها
ففكرت أنه فقط إحداهما هي الحقيقية . بعدها دخلت في حالة غريبة توقف فيها عقلي ، كنت واعياً
تماماً ، ولكن بلا أفكار ، أحسست بعدها بأني جررت إلى دوامة من الطاقة بدأت بطيئة ثم تسارعت
شعرت بالخوف الشديد ، وبدأ جسمي بالإرتعاش ، وقد احسست بنفسي أُسحب إلى الفناء
وقد بدا هذا الفناء بداخلي بدلاً من الخارج ، وفجأة زال الخوف ، وسمحت لنفسي بالغوص أكثر
في الفناء ، ولم أعد أتذكر شيئاً بعدها .
استيقظت على صوت تغريد طير على نافذتي ، لم أسمع بمثل هذا الصوت أبداً من قبل . كانت عيناي
ماتزال مغلقة ، تخيلت صورة لألماسه ثمينة ، وقلت لو كانت الألماسه تصدر صوتاً لتمنيت أن هذا ،
هو صوتها . بعدها فتحت عيناي ، كان ضوء الفجر يتسلل من خلال الستائر ، وبدون أية أفكار ، شعرت ،
وعلمت ، أن هناك بالتأكيد ضوء أكثر مما ندركه . لقد كان الذي يتسلل من الستائر هو الحب بعينه .
اغرورقت عياني بالدموع ، ووقفت أتجول في أرجاء الغرفة ، تعرفت على الغرفة ، وعلمت أنني إلى الآن
لم أراها مطلقاً من قبل . كل شئ فيها كان منتعشاً وأصلي ، كما لو أنه للتوّ قد أتى إلى الوجود .
لقد علمت أن شيئاً عظيماً حدث لي ، ولكن لم أفهم ماهو أبداً ، لم أفهم ما هو إلا بعد عدة سنوات ،
بعد أن قرأت نصوصاً روحانية ، وقضيت وقتاً مع المعلمين الروحانيين ، حينها أدركت أن مايبحث عنه
الجميع هو نفسه ماقد حدث لي . فهمت أن ضغط المعاناة الشديدة علي في تلك الليلة قد دفعت
بوعيي للانسحاب من هويته الغير سعيدة والخائفة والتي هي خيال من وحي عقلي .
ومابقي هنالك ، هو طبيعتي الحقيقية ، وعي صافي خالص ، وقد تعلمت كيفية التعامل مع هذه
الحالة وأيضاً عملت على تطويرها .
لاحقاً ، أتاني أناس يسألوني : هل تستطيع أعطائنا ما تملكه ، أو ترينا كيف نستطيع الحصول عليه ؟
وكنت أجيبهم : " أنت تملكه الآن ، ولكنك لا تستطيع الشعور به ، لأن عقلك يحدث الكثير من الضجة "
وهذا الجواب كبُر إلى أن أصبح هذا الكتاب ، وأنا أصبحت معلماً روحياً | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الأحد نوفمبر 09, 2008 1:47 pm | |
| ** الفصل الأول **
~ * < أنت لست عقلك >*~
في بداية هذا الفصل ، يبدأ المؤلف بتعريف مصطلحين غالباً ما سيمران علينا أثناء قراءتنا لهذا الكتاب ، وذلك لأهمية معرفتهما في تخطي عقبة "العقل" ، وهي أعظم عقبات الرحلة إلى الداخل ، فلنبقى مع المعلم Eckart Tolle ليعرّف لنا مصطلحي : الإستنارة الروحية والوجود ومالعلاقة بينهما :
الإستنارة الروحية
يقول المؤلف : كان هناك فقير يجلس على جانب الطريق لأكثر من 30 عاماً ، وفي يوم من الأيام مر به شخص غريب ، فسأله الفقير وهو يحمل قبعته القديمة :"هل تقرضني بعضاً من المال " ؟ فرد عليه الغريب بقوله : "لا يوجد لدي شئ لأعطيك إياه " ، وبعدها سأله الغريب :" ماذلك الشئ التي تجلس عليه "؟ أجاب الفقير :" لاشئ ، مجرد صندوق قديم ، وأنا اجلس عليه منذ فترة طويلة جداً " ، فسأله الغريب : " ألم تنظر إلى ما بداخله "؟ ، فأجاب الفقير :" لا ، ومالفائدة لاشئ هناك " ، ألح عليه الغريب وقال :" أنظر إلى ما بداخله " ، فحاول الفقير أن يفتح غطاء الصندوق وبكل ذهول ودهشة صُعِق لمّا رأى أن الصندوق مملوء بالذهب .
أنا هو ذلك الغريب الذي لا يملك شئ ليعطيك إياه ، ويحاول أن يخبرك بأن تنظر إلى ما بالداخل ، ليس بداخل الصندوق كما في القصة ، وإنما بداخل مكان أقرب من ذلك بكثير وهو : نفسك .
والفقراء هم من لم يجدوا ثروتهم الحقيقية وهي متعة وجودهم ، والسلام الداخلي الراسخ الذي يأتي معها ، حتى لو أمتلكوا ثروة مادية عظيمة ، فهم لا يزالون فقراء لأنهم بحثوا في الخارج ، بينما هم يمكلون ماهو أثمن بكثير من ذلك بداخلهم ، وهو أعظم من أي شئ يمكن للعالم أن يقدمه لهم .
كلمة الإستنارة الروحية تستحضر معها ، فكرة القوى البشرية الخارقة ، التي تحب أن تبقيها نفسك ( الـ EGO ) كذلك ، ولكنها ببساطة هي الحالة الطبيعية للشعور بالوحدة مع الوجود ، هي حالة الاتصال مع شئ غير قابل للقياس وغير قابل للفناء ، مع شئ تقريباً وبشكل أساسي هو أنت ، ومع ذلك يظل أعظم منك أنت .هي أن تجد طبيعتك الحقيقية ، بغض النظر عن الاسم والشكل .
وعدم القدرة على الشعور بهذا الاتصال ، يخلق لنا الوهم بالإنفصال عن أنفسنا وعن العالم من حولنا ، وبعدها تحس نفسك بوعي أو بلا وعي عبارة عن جزء معزول ، وبعدها ينشأ الخوف ويصبح التعارض بين الداخل والخارج هو أسلوبك في الحياة .
الوجود
الوجود هو أبدي ، حياة واحدة موجودة إلى الأبد بغض النظر عن أشكال الحياة المحصورة بالولادة والموت ، الوجود في أعماق دواخلنا وهو جوهرنا العميق الغير مرئي والغير فاني . هذا يعني أنه يمكنك الوصول إليه الآن كنفسك العميقة ، كطبيعتك الحقيقية .
لكن لا تحاول البحث عنها عن طريق عقلك ، ولا تحاول فهمها ، تستطيع التعرف عليها فقط حينما لا يتدخل عقلك ، حينما تكون حاضراً ، حينما يكون إنتباهك كاملاً ومركزاً على الآن ، تستطيع الشعور بالوجود لكن لا تستطيع نهائياً فهمه عن طريق العقل . إستعادة الإدراك بالوجود والالتزام بحالة الشعور بالحقيقية هي "الإستنارة الروحية" .
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مايو 21, 2009 11:55 am عدل 1 مرات | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الأربعاء نوفمبر 12, 2008 2:33 pm | |
| والعقبة العظمى أمام إختبار حقيقتنا :
إن جعل الهوية هي العقل ، هو ما يجعل الأفكار تصبح إلزامية . وعدم القدرة على إيقاف الأفكار هي مصيبة مرعبة ، لكن بما أننا لا ندرك ذلك لأن الجميع يعانون منها ، فقد اعتبرنا ذلك شئ طبيعي. وهذه الضجة العقلية (الأفكار) هي ما تمنعنا من الوصول للإطمئنان الداخلي المرتبط بالوجود، وهي أيضاً ما تخلق لنا "نفس" من - صنع العقل – ترمي علينا بظل الخوف والمعاناة .
لقد أعتقد الفيلسوف ديكارتس أنه قد وصل للحقيقة المطلقة حينما قال مقولته الشهيرة :" أنا أفكر اذاً أنا موجود " ، لكنه في الواقع أعطى وصف لأكبر خطأ أساسي وهو : مساواة التفكير بالوجود ، والهوية بالتفكير .
إن جعل الهوية هي العقل ، يُوجد لنا رؤية غير واضحة للمبادئ والقيم والصور والكلمات والأحكام والتعاريف وذلك ما يحجب عنا كل العلاقات الحقيقية . وهو ما يأتي بينك وبين نفسك ، بينك وبين أخيك وأختك ، بينك وبين الطبيعة ، بينك وبين الله .وهذه الرؤية التي تكوّنها الأفكار ، هي ما تُنشئ الوهم بالإنفصال ، الوهم بأن هناك "أنت" والمنفصلين عنك تماماً "الآخرين". وبعدها تنسى الواقع الأساسي ، الذي يقع تحت المظهر الجسدي والأشكال المنفصلة ، وهو أنك والآخرين واحد. وأنا أقصد بالنسيان هنا : هو أنك لم تعد تستطيع الشعور بالوحدة الحقيقية كنفس نقية .
لقد أصبح التفكير عبارة عن مرض ، مرض يحدث عندما تصبح الأمور غير متوازنة ، فمثلاً :لايوجد هناك أي خطأ في إنقسام الخلايا في الجسم ، لكن عندما يستمر إهمال هذه العملية من المخلوق نفسه ، فإن الخلايا تتكاثر وينشأ المرض .
ملاحظة : العقل آلة فاخرة جداً لو استخدمت بالشكل الصحيح ، وبالتالي فإن استخدامه بطريقة خاطئة يجعله مدمر جداً . ولكي أصف ذلك بشكل دقيق فأنت لا تستخدم عقلك بطريقة خاطئة ، أنت في الغالب لا تستخدمه أبداً ، بل هو من يستخدمك . وهذا هو المرض . أنت تعتقد أنك أنت عقلك ، وهذا هو الوهم ، وبالتالي فقد سيطرت عليك هذه الآلة .
اذا كنت قادراً على حل الكلمات المتفاطعة ، أو حتى كنت قادراً على صنع قنبلة نووية ، فهذا لايعني أنك تستخدم عقلك . فكما يحب الكلب أن يمضغ العظام ، فأيضاً عقلك يحب أن يغرز أسنانه في المشاكل ، وذلك سبب حله للكلمات المتقاطعة وصناعة القنابل النووية مع أنك لاتملك أي اهتمام بكلتيهما .
دعني اسألك هذا السؤال : هل تعتقد أنك تستطيع أن تكون حراً من عقلك متى ما أردت ؟ هل وجدت زر الإيقاف؟
اذا كنت لا تستطيع ذلك ، أو تستطيعه فقط للحظة أو لحظتين ، فعقلك هو من يستخدمك ، أنت وبلا وعي تجعل هويتك هي عقلك ، حتى أنك لا تعلم أنك قد أصبحت عبداً له . وبداية الحرية هي أن تدرك أنك لست المفكّر ، ومعرفة ذلك تجعلك قادراً على مراقبة هذا الكائن . ومن اللحظة التي تبدأ فيها بمراقبة المفكّر ، فإن جزء أعلى من وعيك قد بدأ بالعمل .حينها ستبدأ إدارك أن هناك مجال فسيح من الذكاء . أسمى من الأفكار ، وتلك الأفكار مجرد جزء صغير جداً من ذلك الذكاء ، أيضاً ستبدأ بإدارك أن كل الأشياء الحقيقية التي تهم بالفعل كالجمال والحب والإبداع والمرح والسلام الداخلي ، تنبع من مكان أسمى من العقل ، ستبدأ عندها بالإستيقاظ .
**
لكن السؤال اللذي يراودنا الآن هو،كيف نحرر أنفسنا من عقولنا ؟!
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مايو 21, 2009 11:56 am عدل 1 مرات | |
|
| |
aicha
عدد الرسائل : 729 تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الإثنين نوفمبر 17, 2008 7:47 am | |
| ~ " حرر نفسك من عقلك "~
لقد ذكر المؤلف في الجزء السابق عبارة " مراقبة المفكّر " ، فماذا كان يقصد بهذه العبارة يا ترى ؟؟ دعونا نستمع لإجابة هذا السؤال بالتفصيل من المؤلف نفسه ..
يقول المؤلف : عندما يذهب أحدهم إلى الطبيب ، ويقول له : " أنا أسمع أصواتاً داخل رأسي " ، فأغلب الظن أن هذا الطبيب سيرسله إلى طبيب نفسي . وفي الواقع ، إفتراضياً وبطريقة مشابهة جداً ، فالجميع يسمعون صوت أو عدة أصوات داخل رؤوسهم أغلب الوقت .وهي التفكير اللاإرداي والذي لا تستوعب أنك تملك القدرة على إيقافه .
بالتأكيد أنك قد مررت بأناس مجانين يكلمون أنفسهم . حسناً هذا لا يختلف كثيراً عن ما تفعله أنت ويفعله أغلب الناس الطبيعيين ، باستثناء أنك لا تفعله بصوت مرتفع . وهذا الصوت يعلق ويناظر ويحكم ويقارن ويتشكى ، يحب ويكره وما إلى ذلك . وأيضاً هذا الصوت ليس بالضرورة أن يكون متعلق بالموقف الذي تجد نفسك فيه ، فقد يقوم بإعادة إحياء الماضي القريب أو البعيد ، أو يتصور ويتخيل المواقف المستقبلية ، وغالباً ماتكون هذه الأمور التي يتخليها تحدث بصورة سيئة ولها نتائج سلبية وهذا ما يسمى : بالقلق . وفي بعض الأحيان يصاحب هذه الأصوات صور خيالية أو ماقد يسمى بالأفلام العقلية .
وحتى لو كان هذا الصوت الذي تسمعه متعلق بموقف في الحاضر ، فإنه سيتخلله مصطلحات وأحداث من الماضي ، لأن ذلك الصوت يعود لعقلك المبرمج نتيجة لكل تاريخك الماضي بالإضافة إلى ماورثته من ثقافتك التي نشأت عليها . فبالتالي أنت ترى وتحكم على الحاضر بأعين الماضي وتحصل على منظر له مشوه تماماً . ويعتبر ذلك الصوت في الغالب هو عدو الشخص الحقيقي . وأغلب الناس يعيشون مع معذب لهم داخل روؤسهم ، يهاجمهم ويعذبهم باستمرار ويسلبهم الكثير من الطاقة الحيوية . وذلك هو سبب البؤس والتعاسة التي لاحصر لها ، بالإضافة إلى المرض .
الخبر الجيد هنا ، هو انك تستطيع تحرير نفسك من عقلك . وهذا فقط هو الخلاص الحقيقي . بإمكانك أن تخطو خطوتك الأولى الآن . أبدأ بالاستماع للأصوات التي داخل رأسك متى ما استطعت ، ركز انتباه خاص لأي أنماط متكررة من التفكير . تلك هي مسجلات الصوت التي تعمل داخل رأسك لعدد من السنين ، ذلك ماقصدته " براقب المفكّر ". والذي بطريقة آخرى يعني : " استمع للصوت داخل رأسك ، وكن هناك كالحضور المراقب ".
اذا استمعت للصوت فاستمع بحيادية ، لاتحكم ولا تستنكر ما تسمعه ، واذا فعلت ذلك فهذا يعني أن الصوت نفسه قد عاد مرة آخرى من الباب الخلفي . وقريباً ستدرك : أن هناك صوتاً ، وها أنا ذا استمع إليه وأراقبه . "ها أنا ذا " تعني إدراك الإحساس بحضورك ، وهذه ليست فكرة ، إنها تنبع من مكان أسمى من العقل . | |
|
| |
aicha
عدد الرسائل : 729 تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الإثنين نوفمبر 17, 2008 7:48 am | |
| عندما تستمع لفكرة ، فأنت تكون مدركٌ ليس فقط للفكرة بل أيضاً لنفسك كشاهد على الفكرة . فقد ظهر الآن بُعد جديد للوعي ، وبينما أنت تستمع للفكرة ، فأنت تشعر بحضور الوعي – نفسك الأعمق – خلف أو تحت الفكرة . عندها تفقد الفكرة قوّتها عليك وتبدأ سريعاً بالتلاشي ، لأنك لم تعد تشحن عقلك من خلال جعله هويتك . وهذه هي نهاية التفكير الإلزامي واللاإرادي .
عندما تتلاشى الفكرة ، تبدأ بملاحظة إنقطاع في الجريان العقلي –فاصل "بلاعقل". في البداية يكون هذا الفاصل قصير جداً حوالي ثواني معدودة ، لكنه يصبح أطول تدريجياً . عندما يأتي هذا الفاصل تحس بنوع من الإنسجام والسلام الداخلي ، هذه هي بداية الحالة الطبيعية للشعور بالوحدة مع الوجود ، التي عادةً ماتكون محجوبة بواسطة العقل . ومع التمرين ، سيزداد الإحساس بالإنسجام والسلام في العمق . وفي الحقيقة ليس هناك نهاية لعمقه . وأيضاً ستبدأ بالشعور بإنبعاث المتعة من الداخل : متعة الوجود .
وهذه الحالة ليست غيبوبة . ليست هي مطلقاً ، لا وجود لفقدان الوعي هنا ، بل العكس تماماً . اذا كان إنخفاض الوعي هو المقابل الذي تدفعه للسلام ، واذا كان فقدان الحيوية والنشاط هو سعر الإنسجام الداخلي ، فهي لا تستحق أبداً الحصول عليها . لكن في هذه الحالة من الاتصال ، أنت أكثر نشاطاً واستيقاظاً ، من الحالة التي كان يسيطر فيها عقلك . أنت حاضر بكاملك . أيضاً هذه الحالة تقوم بزيادة تردد حقل الطاقة الذي يعطي الحياة للجسد .
ومع غوصك أكثر في هذه المجال الخالي من العقل ، ستدرك مرحلة من الوعي الخالص . وفي تلك المرحلة ستشتعر حضورك بكثافة ومتعة لا تقارن البتة أمام تفكيرك ومشاعرك وجسدك . ومع ذلك فهذه الحالة ليست " أنانية " بل العكس تماماً . ذلك الحضور أساساً هو أنت ولكنه في نفس الوقت أعظم منك أنت .
بدلاً من " مراقبة المفكّر " تستطيع أنت وببساطة أن تخلق فاصل في الجريان العقلي عن طريق توجيه تركيز إنتباهك إلى الآن . فقط كن وبكثافة ، واعياً للحظة الحاضرة . وبهذه الطريقة أنت تأخذ الوعي بعيداً عن النشاط العقلي ، وتخلق فاصل من اللاعقل ، حيث تكون فيه مدرك ومستيقظ ولكن بلا أفكار ، وهذا هو جوهر التأمل .
تستطيع التمرن على هذا في حياتك اليومية ، بأخذ أي نشاط روتيني تقوم به وإعطاءه إنتباهك بالكامل . مثلاً : كل يوم تستيقظ وتنزل الدرج في منزلك أو في مكان عملك ، أعط إنتباه خاص لكل خطوة ، لكل لحظة ، حتى لتنفسك . كن حاضراً تماماً . أو عندما تغسل يديك ، أعط إنتباهاً لكل حواسك وأنت تقوم بذلك ، صوت الماء وإحساسك به ، حركة يديك ، رائحة الصابون ، وما إلى ذلك . أو عندما تركب سيارتك ، وبعد أن تغلق الباب ، توقف لثواني وراقب إنسياب تنفسك . كن مدركاً لسكون وقوة الحضور . وهناك نظرية معينة تستطيع من خلالها قياس نجاحك في هذا التمرين وهي : درجة السلام الذي تشعر به في داخلك .
وأخيراً ، الخطوة الوحيدة والأساسية في رحلتك باتجاه الإستنارة الروحية هي : تعلم عدم التقيد بالعقل . وكل مرة تقوم فيها بخلق فاصل في الجريان العقلي ، كلما كبر نور وعيك وأصبح قوياً .
ويوماً ما ستجد نفسك تبتسم على الصوت الذي بداخل رأسك ، كما لو كنت تبتسم على طرائف الأطفال . وذلك يعني أنك لم تعد تأخذ محتويات عقلك بجدية ، لأن إحساسك بنفسك لم يعد يعتمد عليه .
***
والآن وبعد أن تعلمنا كيف نوقف أفكارنا ،ألا يعتبر التفكير ضروري لبقاءنا على قيد الحياة ؟؟ | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الخميس نوفمبر 20, 2008 5:47 am | |
| ويقول المعلّم جواباً على هذا السؤال :
عقلك عبارة عن آلة ، أو أداة موجودة لتستخدم في مهمة معيّنة ، وعندما تنتهي هذه المهمة ، فإنك تضعه جانباً . وأستطيع القول بأن حوالي 80 إلى 90 بالمئة من أغلب تفكير الناس ليس فقط مكرر وبلافائدة ، بل أيضاً وبسبب طبيعته السلبية والمثبّطة فإن أغلبه أيضاً مؤذي . راقب عقلك وستجد أن ذلك صحيح . وهذا يسبب تسرّب خطير في الطاقة الحيوية.
هذا النوع من التفكير الإلزامي هو في الحقيقة إدمان . وماهي خصائص الإدمان ؟ ببساطة هي : أنك لم تعد تشعر بأنك تملك الخيار في التوقف ، إنه يبدو أقوى منك ، ويعطيك أيضاً إحساس بالسعادة ، السعادة التي تتحول دائماً إلى ألم .
ماللذي يجعلنا مدمنين على التفكير ؟
ذلك لأنك جعلته هويتك ، بمعنى أنك تكتسب أحساسك بنفسك من محتويات وأنشطة عقلك . لأنك تعتقد بأنك قد تتوقف عن العيش اذا أوقفت التفكير . وبينما أنت تنمو ، أنت تكوّن صورة عقلية عن نفسك ، مبنيّة على الأوضاع الشخصية والإجتماعية . ونستطيع أن نطلق على هذه النفس الوهمية ( الإيقو ، EGO ) وتتألف من أنشطة العقل ، وتواصل الإستمرار فقط من خلال التفكير المستمر . مصطلح ( الإيقو ، EGO ) قد يعني أشياء مختلفة بالنسبة لبعض الأشخاص ، لكن عندما أستخدمه أنا هنا فأنا أعني النفس الخاطئة ، الناشئة وبلا وعي بفعل جعل العقل هو الهوية .
بالنسبة ( للإيقو ، EGO ) بالكاد توجد عندها لحظة الحاضر . فقط الماضي والمستقبل هو مايعتبر ذا أهمية . هذا الإنعكاس الكامل للحقيقة يحسب لواقع أن وضع ( الإيقو ، EGO ) يجعل العقل مؤذي . هي دائماً ما تُعنى بجعل الماضي على قيد الحياة ، لأنه وبدونه ، من هو أنت ؟ وباستمرار تحاول أن ترى نفسها في المستقبل لتضمن بقاء إستمرارها ولتبحث عن بعضٍ من الراحة والطمأنينة هناك . وتقول " في يومٍ ما ، عندما يحصل هذا ، أو ذلك ، فسوف أكون بخير وسعيد وفي سلام " . حتى لو بدا أن ( الإيقو ، EGO ) تهتم بالحاضر ، فذلك الذي تراه ليس بالحاضر : إنها تشوّه ملاحظته بالكامل لأنها تنظر إليه بأعين الماضي . أو إنها تقلل من الحاضر إلى أن يعني النهاية ، النهاية التي دائماً ما تقع في المستقبل المرئي بواسطة العقل . راقب عقلك وستجد أن هذه الطريقة التي يعمل بها .
سيادة العقل هي ليست إلا مرحلة من تطور الوعي . ونحن نحتاج الآن - وبغرض الضرورة - أن نرتقي للمرحلة التالية . وإن لم نفعل ، سيدمرنا العقل ، الذي بدأ في التحول إلى وحش . التفكير والوعي ليست كلمتين مترادفتين . التفكير عبارة عن جزء بسيط جداً من الوعي . والتفكير لا يمكن أن يوجد بلا وعي ، لكنّ الوعي ليس بحاجة إلى التفكير .
الإستنارة الروحية تعني السمو فوق الفكرة ، وليس الرجوع لمستوى أقل من الفكرة ، لمستوى الحيوانات أو النبات . في حالة الإستنارة الروحية ، ستظل تستخدم تفكيرك العقلي حينما تحتاج إليه ، لكن بشكل مركّز وفعّال أكثر من ذي قبل . ستستخدمه في الغالب في أغراض تطبيقية ، لكن ستكون حراً من الحوار الداخلي اللاإرادي ، وسيكون هناك إطمئنان داخلي . وعندما تستخدم عقلك في الحاجة لإيجاد حل خلّاق ، فأنت تتذبذب خلال دقائق معدودة بين الفكرة والإطمئنان ، بين العقل واللاعقل . واللاعقل يعني الوعي بلا أفكار . وبتلك الطريقة فقط يمكن التفكير بطريقة خلّاقة ، لأنه فقط وبتلك الطريقة تمتلك الفكرة القوة الحقيقية . الأفكار لوحدها ، عندما لا تعود متصلة بالمجال الفسيح للوعي ، فسرعان ما تصبح عديمة الجدوى ، مجنونة ومدمرة .
العقل آلة أساسية للعيش . تهاجم وتدافع ضد العقول الآخرى ، وتخزن وتحلل المعلومات ، وهذا هو ما يجيده ، لكنه بالكليّة ليس بإبداعي . جميع الفنانين الحقيقيين ، سواء أدركوا ذلك أم لا ، فقد نشأوا من مكان بلاعقل ، من الإطمئنان الداخلي . بعدها يقوم العقل بإعطاء إشارات إبداعية أو استبصار . حتى العلماء العظماء قد ذكروا أن إنجازاتهم الإبداعية أتت في وقت من الإطمئنان العقلي . والنتيجة المفاجئة لاستبيان شامل لأشهر علماء الرياضيات بمن فيهم انشتاين ، لإستنتاج طرق عملهم : كانت أن التفكير يلعب فقط دور فرعي من المرحلة القصيرة في أتخاذ القرار الحاسم من العمل الإبداعي نفسه .وانا أقول هنا أن السبب البسيط وراء عدم كون غالبية العلماء إبداعيين ، هو ليس أنهم لا يعرفون كيف يفكرون لكن بسبب أنهم لا يعرفون كيف يوقفون تفكيرهم .
المعجزة التي تعيش على الأرض أو بداخل جسدك لم تنشأ من خلال عقلك أو من خلال تفكيرك . هناك ذكاء واضح في العمل أعظم بكثير من العقل . كيف تستطيع خلية واحدة بشرية تزن حوالي 1000/1 من الإنش أن تحتوي على معلومات بداخل حمضها النووي ( DNA ) قادرة على ملء 1000 كتاب وكل كتاب يحتوي على 600 صفحة ؟ . كل ما تعلمنا أكثر عن كيفية عمل الجسد ، كل ما زاد إدراكنا لسعة الذكاء في عمله وقلة ما نعلم . وعندما يعود العقل للاتصال مع ذلك ، يصبح أداة رائعة جداً . وعندها يخدم شئ أعظم من نفسه . *** | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الخميس نوفمبر 20, 2008 5:49 am | |
| ماذا عن المشاعر ؟ فأجابنا هنا :
العقل ، حينما أستخدم هذه الكلمة فأنا لا أقصد الأفكار فقط ، بل تشمل المشاعر وأيضاً أنماط التفاعل الشعوري-العقلي اللاواعي . تظهر المشاعر في المنطقة التي يلتقي فيها العقل مع الجسد . إنها تفاعل جسدك تجاه عقلك ، أو تستطيع القول ، بأنها إنعكاس عقلك على جسدك . فمثلاً : فكرة الهجوم أو فكرة الإعتداء ، ستنشئ بناء من الطاقة في الجسد نسمّيها نحن الغضب . ويصبح الجسد مستعداً للقتال . والفكرة التي تجعلك تحس بالرعب ، جسدياً ونفسياً ، فيقوم الجسم بالإنقباض ، هذا هو الجانب الجسدي مما نسمّيه نحن الخوف . لقد أظهرت الدراسات بأن المشاعر القوية تسبب تغيير في الكيمياء الحيوية للجسد . وهذا التغيير في الكيمياء الحيوية يمثّل الجانب الجسدي والمادي من المشاعر . وبالطبع أنت لست دائماً واعي لأنماط أفكارك ، وغالباً لا تستطيع إداركها إلا اذا قمت فقط بمراقبة مشاعرك .
كلما جعلت تفكيرك هو هويتك ، وأحببتَ وكرهتَ وحَكمتَ وأوّلتَ ، أي أصبحت أقل مراقبةً للحاضر ، كلما زدت شحن الطاقة الشعورية ، سواءاً أدركت ذلك أم لا . اذا لم تستطع الإحساس بمشاعرك ، اذا أنقطعتَ عنها ، فستختبرها في النهاية على المستوى الجسدي الخالص ، كعَرَض أو مشكلة . أنماط المشاعر القوية واللاواعية ، قد تتحقق كأحداث خارجية أيضاً تظهر وكأنها تحدث لك فجأة . مثلاً : لقد راقبت أولئك الناس الذين يحملون بداخلهم الكثير من الغضب ، حتى بدون أن يدركوا ذلك أو يعبروا عنه ، فأراهم عُرضةً للهجوم كلامياً أو جسدياً من أناس غاضبين وحتى بدون أي سبب واضح . فقد بعثوا طاقة قوية للغضب مما جعل ناس معينين ينتقونهم وبشكل لاواعي ويوصلونهم إلى غضبهم الكامن .
اذا كنت وبصعوبة تستطيع الإحساس بمشاعرك ، فابدأ بتركيز إنتباهك على حقل الطاقة الداخلي لجسدك . أشعر بجسدك من الداخل . فهذا سيقربك أكثر لملامسة مشاعرك .
اسمح لي يامعلّم Eckart ، ولكن أرجو أن توضح لنا هذه النقطة :
قلت بأن المشاعر هي إنعكاس العقل على الجسد ، ولكن أحياناً يحصل بينهما تعارض ، فيقول العقل :" لا " بينما المشاعر تقول :" نعم " ، أو العكس ؟!
اذا أردت حقيقةً أن تعرف عقلك ، فجسدك دائماً سيعطيك الإنعكاس الصادق ، فانظر إلى مشاعرك أو بدلاً من ذلك أحسسها في جسدك . فاذا كان هناك تعارض واضح بينهما ، فاعلم أن الأفكار هي من تكذب ، والمشاعر هي من تقول الحقيقة . ليست الحقيقة المطلقة بمن هو أنت ، بل حقيقة حالة عقلك في ذلك الوقت .
التعارض بين الأفكار السطحية والعمليات العقلية اللاواعية غالباً ما تحدث . من الممكن أنك لا تقدر بعد على أن تجلب نشاط عقلك اللاواعي إلى الإدارك كأفكار ، ولكنها دائماً ما تنعكس على جسدك كمشاعر ، وهذه أنت قادر على إدراكها . ولمراقبة المشاعر بهذه الطريقة فهي أساساً كالاستماع أو مراقبة فكرة ، كما شرحناها سابقاً . والفرق الوحيد هو أن الأفكار في رأسك ، بينما المشاعر لها تأثير جسدي قوي مما يجعلها تُحسُّ في الجسد . فتستطيع السماح للمشاعر بأن تكون هناك بدون أن تتحكم بك ، أنت لم تعد مشاعرك ، أنت المشاهد ، أنت الحضور المراقب . اذا طبقت هذا ، فكل ذلك اللاوعي بداخلك ، ستحضره معك إلى نور الوعي .
وبالتالي مراقبة المشاعر هي بنفس أهمية مراقبة الأفكار . فاجعلها عادة أن تسأل نفسك ، مالذي يحدث بداخلي في هذه اللحظة ؟ فهذا السؤال سيرشدك للاتجاه الصحيح . ولكن لا تحلل ، فقط راقب . ركز إنتباهك على الداخل . أحس بطاقة المشاعر . واذا لم تكن هناك مشاعر ، فخذ إنتباهك إلى مستوى أعمق من الطاقة الداخلية لجسدك ، فهي الباب المؤدي للوجود .
*** | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الجمعة ديسمبر 26, 2008 1:58 pm | |
| المشاعر عادةً ما تمثل نمط الأفكار المكثف والنشط ، وغالباً بسبب شحنتها المسيطرة والنشطة ، فمن غير السهل مبدئياً أن تظل حاضراً كفاية لمراقبتها . هي تريد أن تغلبك ، وعادةً ما تنجح في ذلك ، إلا اذا كان لديك حضور كافي . فإذا سُحبت لاواعياً إلى جعل مشاعرك هي هويتك ، من خلال نقص الحضور ، والذي يعتبر طبيعي ، فمشاعرك مؤقتاً ستصبح "أنت" . غالباً ما تنشأ دائرة وهمية بين الأفكار والمشاعر ، ويغذي كلٌ منهما الآخر . يقوم نمط الفكرة بتكوين إنعكاس مضخّم لنفسه على هيئة مشاعر ، وذبذبات تردد هذه المشاعر تظل تغذي نمط الفكرة الأصلية . بالتركيز عقلياً على وضع أو حدث أو شخص تسبب في إحساسك بمشاعر معينة ، يقوم التفكير بتغذية طاقة هذه المشاعر ، التي بدورها تقوم بتنشيط نمط التفكير ، وهكذا .
بشكل أساسي ، كل المشاعر هي نسخة معدلة من مشاعر بدائية أولية ، مصدرها هو فقدان الإدراك بمن هو أنت ، بغض النظر عن الاسم والشكل . وبسبب طبيعتها الأولية فمن الصعب إيجاد وصف دقيق لهذه المشاعر . " الخوف " هو الأقرب ، ولكن جزء من الإحساس المستمر بالتهديد ، يشمل أيضاً إحساس عميق بالهجران وعدم الكمال . فمن الأفضل استخدام مصطلح أولي كهذه المشاعر الأساسية ، وندعوه ببساطة " الألم " . واحدة من المهام الأساسية للعقل هي محاربة أو إزالة الألم العاطفي ، والتي تعد واحداً من أسباب نشاطه المستمر ، ولكن كل مايستطيع تحقيقه هو تغطيته مؤقتاً . وفي الواقع ، كلما زاد صراع العقل صعوبةً في التخلص من الألم ، كلما عَظُمَ الألم . العقل لا يستطيع إطلاقاً إيجاد الحل ، ولا يستطيع أيضاً أن يسمح لك بإيجاد الحل ، وذلك بسبب أنه نفسه جزء من " المشكلة " . تخيل رئيس الشرطة يحاول أن يجد مجرم ، في حين أن المجرم هو رئيس الشرطة . لن تتخلص من ذلك الألم حتى تمنع إحساسك بنفسك من التوجّه إلى جعل العقل هو هويتك ، والذي نعني به الإيقو ( EGO ) . بعدها يسقط العقل من مكان قوته ، وينجلي الوجود كطبيعتك الحقيقية .
أعلم أنك ستسألني الآن ، وماذا عن المشاعر الإيجابية كالحب والمتعة ؟
إنها مرتبطة مع حالتك الحقيقية من الاتصال الداخلي مع الوجود . ومضات من الحب والمتعة أو لحظات من السلام الداخلي العميق ممكنة متى ما حدث إنقطاع في جريان الأفكار . وأغلب الناس فجأةً ونادراً ما تحدث لهم مثل هذه الإنقطاعات ، ففي لحظات يبقى العقل " صامتاً " ، بعض الأحيان يحفزها الجمال العظيم ، أو المجهود الجسدي الشاق ، أو حتى الخطر الكبير . فجأةً ، يكون هناك سكون داخلي . ومع ذلك السكون يكون هنالك متعة مكثفة ، يكون هنالك حب ، يكون هنالك سلام .
عادةً تكون هذه اللحظات قصيرة المدى ، حيث يقوم العقل بمتابعة نشاطه المزعج والذي نسميه التفكير . الحب والمتعة والسلام لا تستطيع أن تزدهر حتى تخلص نفسك من سيطرة عقلك . ولكنها ( الحب والمتعة والسلام ) ليست ما نستطيع أن ندعوها مشاعر . إنها تقع في ماهو أبعد من المشاعر ، في مكان أعمق بكثير . وبالتالي أنت تحتاج إلى أن تصبح واعياً تماماً لمشاعرك وأن تكون قادراً على الشعور بها ، قبل أن تستطيع الشعور بماهو يقع أبعد منها . المشاعر حرفياً تعني " الإزعاج " . | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الجمعة ديسمبر 26, 2008 1:59 pm | |
| الحب والمتعة والسلام هي حالة عميقة من الوجود ، أو ثلاث أوجه لحالة الاتصال الداخلي مع الوجود . وبالتالي ، فليس لها أي مقابل . ذلك لأنها تنبع من ماهو أبعد من العقل . المشاعر من ناحية آخرى ، كونها جزء من العقل ، فهي تخضع لقانون المتناقضات . وهذا ببساطة يعني أنك لا تستطيع الحصول على جيد بدون سيء . وبالتالي في وضع الهوية العقلية الغير مستنيرة ، مانسميه أحياناً وبطريقة خاطئة متعة ، هو غالباً ما يكون جانب الفرح قصير المدى من الدورة التبادلية المستمرة بين الألم والفرح . الفرح دائماً ما يأتي من شيء من خارجك ، بينما المتعة تنبع من داخلك . أكثر شئ يعطيك الفرح اليوم ، سيمنحك الألم غداً ، أو سيغادرك وغيابه سيسبب لك الألم . وما يشار إليه غالباً بالحب قد يكون مفرح ومثير لفترة ، ولكنه إدمان التشبّث ، هو وضع إحتياجي بالغ قد يتحول إلى نقيضه بكبسة زر . أكثر علاقات " الحب " ، وبعدما تتعدّي النشوة المبدئية ، في الواقع تتراوح بين "الحب" والكره ، بين التجاذب والهجوم .
الحب الحقيقي لا يجعلك تعاني . وكيف يمكنه ذلك ؟ إنه لا يتحول فجأة إلى كره ، كما لا تتحول المتعة فجأة إلى ألم . وكما قلت ، حتى لو لم تصل للإستنارة الروحية – قبل أن تخلص نفسك من عقلك – قد تحصل على ومضات من المتعة الحقيقية ، الحب الحقيقي ، والسلام الداخلي الحقيقي ، ولكنها سريعة الزوال . هذه هي أوجه طبيعتك الحقيقية ، والتي غالباً ماتكون محميّة بالعقل . وحتى خلال العلاقات العادية الإدمانية ، هناك لحظات يكون حضور بعض الأشياء فيها أصلي ، ويمكن الشعور بشيء حي فيها . لكنها تظل فقط ومضات ، ستندثر قريباً ومرة آخرى بمداخلات العقل . وقد يبدو لك ذلك وكأنك قد امتلكت شيء ثمين وفقدته ، أو أن عقلك سيقنعك بأن ذلك لم يكن إلا وهم على كل حال . والحقيقة أن ذلك لم يكن وهماً ، ولا تستطيع أن تفقده . فهو جزء من حالتك الطبيعية ، التي قد تحمى من العقل ولكن لا يستطيع أبداً تدميرها . فكما قد تتلبد السماء وبشدة بالغيوم ، فالشمس لم تختفي ، إنها لاتزال هناك في الناحية الآخرى من الغيوم .
كل الرغبات هي بحث العقل عن الخلاص أو الإنجاز في الأشياء الخارجية والتي ستحل مستقبلاً محل متعة الوجود . وطالما أنا هو عقلي ، فأنا هذه الرغبات ، هذه الإحتياجات ، هذه المطالب ، وجزء منها هناك لا يوجد " أنا " باستثناء الإمكانية البحتة ، الإحتمالية الغير منجزة ، البذور التي لم تنبت بعد . وفي تلك الحالة ، حتى رغبتي بأن أصبح حراً أو مستنيراً هي فقط رغبة آخرى للكمال في المستقبل . وبالتالي لا تبحث لتصبح حراً من الرغبة أو لتحقيق الإستنارة . كن حاضراً . كن هناك كمراقب للعقل .
البشرية لدهور وهي متشبثة بالألم ، ومنذ ذلك الحين قد انفصلوا من حالة النعمة ، ودخلوا في مجال الوقت والعقل ، وفقدوا إدراكهم بالوجود . ومن تلك النقطة ، بدأوا بمعاملة أنفسهم كأجزاء بلا معنى في هذا الكون ، مفصولين عن المصدر وعن أنفسهم .
الألم حتمي طالما أنك تجعل عقلك هويتك ، أو قد نقول طالما أنك غير واعي بالمعنى الروحاني . أنا أتكلم هنا أساساً عن الألم العاطفي ، الذي هو أيضاً السبب الرئيسي للألم الجسدي وللمرض الجسدي . السخط والبغض والإنانية والشعور بالذنب والغضب والإكتئاب والغيرة وغيرها ، حتى التوتر الطفيف ، كلها من أشكال الألم . وكل فرح أو نشوة عاطفية تحتضن بداخلها بذور الألم : النقيض الملازم لها ، والذي سيظهر مع الوقت .
أي شخص قد تعاطى المخدرات ليشعر بالنشوة ، يعلم تماماً بأن النشوة تتحول إلى إنحطاط ، وأن الفرح يتحول إلى شكل من أشكال الألم . وكثير من الأشخاص يعلمون ومن تجربتهم الخاصة كيف وبسهولة سرعان ماقد تتحول العلاقة الحميمة من مصدر للمتعة إلى مصدر للألم . وبالمشاهدة من منظور أعلى ، فكلا القطبان الإيجابي والسلبي هم وجهان لعملة واحدة ، وجزءان من الألم المتلازم مع حالة الوعي المعرفة على أنك عقلك ، الإيقو ( EGO ) .
هناك مستويان من ألمك : الألم الذي تقوم بإنشاءه الآن ، والألم من ماضيك الذي مازال موجوداً في عقلك وفي جسمك . والتوقف عن إنشاء الألم في الحاضر وتلاشي ألم الماضي ، هذا هو ما أريد أن أتكلم عنه في الفصل القادم . ***
وهكذا يا أصدقائي ، وبحمدلله تم تلخيص الفصل الأول ، من قوة الآن ، وكما قال المعلّم Eckart : بأنه سيعلمنا في الفصل القادم كيف نتخلص من آلمنا الحالية والماضية . | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الجمعة ديسمبر 26, 2008 1:59 pm | |
| * الفصل الثاني *
~ * < الوعي : هو السبيل للتخلص من الألم > * ~
كوّن حاضراً خالياً من الألم
لا أحد يملك حياةً خالية من الألم والمعاناة ، أليس من الأفضل أنت نتعلم التعايش معها بدلاً من محاولة تجنبها ؟
الجزء الأعظم من ألم الإنسان غير ضروري . إنه من صنع نفسك طالما العقل الغير مُراقب هو من يدير حياتك .
الألم الذي تحدثه الآن هو دائماً شكل من أشكال عدم القبول ، والمقاومة لما هو الآن . على مستوى الأفكار ، المقاومة هي شكل من أشكال المحاكمة . وعلى مستوى المشاعر هي شكل من أشكال السلبية . قوة الألم تعتمد على درجة المقاومة للحظة الحاضرة ، وهذا بدوره يعتمد على مدى قوة جعل عقلك هو هويتك . العقل دائماً يبحث عن إنكار الحاضر ( الآن ) والهروب منه . وبمعنى آخر ، كلما كان عقلك هو هويتك ، كلمازادت معاناتك . أو قد تستطيع صياغتها كالتالي : كلما كنت قادراً على احترام وتقبّل ( الآن ) ، كلما أصبحت متحرراً من الألم والمعاناة ، ومتحرراً أيضاً من العقل .
لماذا أعتاد العقل على إنكار ومقاومة الحاضر ( الآن ) ؟ لأنه لا يستطيع أن يعمل ويبقى متحكماً بدون الوقت ، أي الماضي والمستقبل ، وبالتالي فهو يعتبر اللحظة بلاوقت ( الآن ) تهديداً له . الوقت والعقل في الحقيقة متلازمين .
تخيل أن الأرض خالية من الحياة البشرية ، وسكانها فقط هم النباتات والحيوانات . هل سيظل هناك ماضٍ ومستقبل ؟ هل سيظل الحديث بأي طريقة عن الوقت منطقياً ؟ السؤال " كم الساعة ؟ " أو " ماهو تاريخ اليوم ؟ " – لو كان هناك أحد ليسأله – هل فيه أدنى منطقية . ستبقى شجرة البلّوط أو النسر حائراً أمام هذا السؤال ، وقد يسأل " ماهو الوقت ؟ " . " حسناً ، بالطبع هو الآن . الوقت هو الآن . ماذا قد يكون غير ذلك ؟ " .
نعم نحن نحتاج للعقل وللوقت أيضاً لنعيش في هذا العالم ، ولكنها تأتي نقطة تطغى فيها على حياتنا ، وهنا يحدث الخلل والألم والمعاناة . | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الجمعة ديسمبر 26, 2008 2:01 pm | |
| العقل وليبقى متأكداً من تحكّمه ، يبحث وباستمرار ليغطي اللحظة الحاضرة بالماضي والمستقبل ، وبالتالي فإن الحيوية اللامتناهية للوجود ، والتي لا تنفصل عن ( الآن ) ، تصبح مغطاة بالوقت ، وطبيعتك الحقيقية تصبح محصنة بواسطة العقل . حِملٌ ثقيل ومتزايد من الوقت يتراكم في العقل البشري . وكل الأفراد يعانون تحت وطئة هذا الحِمل ، لكنهم يستمرّون بإضافة كل لحظة يتجاهلون أو ينكرون فيها تلك اللحظة الثمينة أو يقللون منها على حساب الحصول على لحظات من المستقبل ، الذي لا يوجد إلا في العقل وليس أبداً في الواقع . تراكم الوقت في العقل البشري يحتفظ أيضاً بكمية كبيرة من بقايا ألم الماضي .
اذا لم تعد ترغب بحدوث الألم لنفسك وللآخرين ، اذا لم تعد ترغب بزيادة بقايا ألمك الماضي الذي مازال يحيا بداخلك ، فبالتالي توقّف عن إنشاء أي وقت ، أو على الأقل ليس أكثر مما هو ضروري لتتعامل مع الجوانب التطبيقية في حياتك . كيف تتوقف عن إنشاء الوقت ؟ بالإدارك العميق بأن اللحظة الحاضرة هي كل ماتملك . اجعل ( الآن ) المحور الأساسي لحياتك . وحيث أنك كنت تمكث كثيراً في الوقت ولا تعطي ( الآن ) إلا زيارات قصيرة ، ركز مكوثك على ( الآن ) واعطِ زيارات قصيرة للماضي والمستقبل عندما يلزم الأمر لتتعامل مع الجوانب التطبيقية من حياتك . قل " نعم " دائماً للحظة الحاضرة . مالذي سيكون أكثر ضرراً وجنوناً من خلق مقاومة داخلية لشيء هو موجود أصلاً ؟ مالذي سيكون أكثر جنوناً من مقاومة الحياة ، التي هي الآن ، ودائماً ماستكون الآن ؟ استسلم لما هو كائن . قل " نعم " للحياة ، وستلاحظ كيف أن الحياة وفجاةً ستبدأ بالعمل لصالحك بدلاً من العمل ضدك .
اللحظة الحاضرة أحياناً غير مقبولة ، غير سارة ، وسيئة .
إنها كما هي . لاحظ كيف يصنفها العقل وكيف هي عملية التصنيف ، هذه المحاكمة المستمرة ، تخلق الألم والتعاسة . بمراقبة طرق العقل ، فأنت تخرج من أشكال المقاومة ، وتستطيع عندها السماح للحظة الحاضرة بأن تكون . هذا سوف يمنحك مذاق الحالة الداخلية من الحرية عن طريق الحالات الخارجية ، حالة السلام الداخلي الحقيقي . عندها لاحظ مايحدث وتصرف اذا كان ممكناً أو ضرورياً .
تقبّل ثم تصرّف . أيً كان ما تحتويه اللحظة الحاضرة ، اقبله كما لو أنك قد اخترته . اعمل دائماً معه ، وليس ضده . اجعله صديقك وحليفك ، وليس عدوّك . وهذا سيغيّر حياتك بالكامل وكأنه معجزة . *** | |
|
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 2326 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الجمعة ديسمبر 26, 2008 2:01 pm | |
| كنا قد توقفنا ياأصدقائي عند آلام الماضي وكيف نتخلص منها ، وسنتعرف إن شاء الله في هذا الجزء
ماهي هذه الآلام وما سبب تراكمها في أجسادنا وعقولنا ، فهيا بنا مع المعلّم Eckart وقوة الآن .. ***
ألم الماضي : تلاشي آلام الجسد
طالما أنك غير قادر على إمتلاك قوة الآن ، فكل ألم عاطفي تختبره يخلّف وراءه بقايا من الألم والتي تستمر بالعيش داخلك . وبعدها يندمج مع ألم الماضي ، الذي كان موجود هناك أصلاً ، وتصبح بعدها مستقرة في عقلك وجسدك . وهذا طبعاً يشمل ، الألم الذي عانيته عندما كنت طفلاً ، والذي سببه اللاوعي بالعالم الذي ولدت فيه .
هذا الألم المتراكم عبارة عن حقل من الطاقة السلبية التي تحتّل عقلك وجسدك . ولو نظرت لها على أنها وحدة غير مرئية بحد ذاتها ، فقد اقتربت قليلاً من الحقيقة . إنها - ألم الجسد - العاطفي . وتكون على شكلين : خامل ونشط . ألآم الجسد قد تكون خاملة بنسبة 90 % من الوقت ؛ وبالتالي ففي الشخص التعيس جداً قد تكون نشطة بنسبة 100 % من الوقت . بعض الناس يعيشون وبشكل كامل من خلال آلامهم الجسدية ، والبعض الآخر قد يختبرونه فقط في حالات معينة ، كالعلاقات الحميمة ، أو المواقف المرتبطة بخسارة شئ في الماضي أو الهجران ، أو الأذى الجسدي أو العاطفي ، وهكذا . أي شئ قد يحفّزه ، وخاصةً اذا تشابه مع نمط لألم من ماضيك . وعندما يكون جاهزاً للإستيقاظ من مرحلة خموله ، حتى بفكرة أو إشارة بسيطة من شخص قريب منك قد تقوم بتنشيطه .
بعض آلام الجسد مذمومة ولكنها إلى حد ما غير ضارة ، مثلها كمثل الطفل الذي لا يتوقف عن الصراخ . والبعض الآخر عبارة عن وحوش مدمرة وشريرة ، شياطين حقيقية . بعضها عنيفة جسدياً ، والغالبية منها عنيفة عاطفياً . بعضها تهاجم الناس الذين حولك أو القريبين منك ، بينما الآخرى تهاجمك أنت ، مستضيفها . بعدها تصبح أفكارك ومشاعرك تجاه حياتك شديدة السلبية ومدمرة . الأمراض والحوادث عادةً ما تتشكل بهذه الطريقة . وبعض الآلام الجسدية تدفع بصاحبها للإنتحار .
حينما تعتقد أنك قد عرفت شخصاً ما ، وبعدها تفاجأ بأنك تقابل هذا الكائن الغريب والكريه لأول مرة ، فإنك على وشك أن تصاب بصدمة . فبالتالي ، من المهم جداً ان تراقبه في نفسك بدلاً من مراقبته في شخص آخر . كن حذراً تجاه أي إشارة للتعاسة على نفسك ، بأي شكل من الأشكال – فقد تكون صحوة ألم الجسد . وهذه قد تأخذ شكل حدة الطبع ، أو نفاذ الصبر ، أو تعكر المزاج ، أو الرغبة في الأذية ، الغضب ، السخط ، الإكتئاب ، الحاجة لبعض الدراما في علاقاتك ، وهكذا . التقطها في لحظة استيقاضها من حالة خمولها .
ألم الجسد يريد أن يعيش ، مثله كمثل أي وحدة آخرى في الوجود ، ويستطيع العيش فقط اذا جعلك لاوعياً تجعله هويتك . يستطيع بعدها أن يكبر ويستولي عليك " ويصبح أنت " ، ويعيش من خلالك . هو يحتاج للحصول على " غذائه " عن طريقك . وسوف يقوم بالتغذية على أي تجربة تتشابه مع نوع طاقته ، أي شئ يخلق المزيد من الألم على أي شكل كان : غضب ، تحطيم ، بغض ، حزن ، دراما عاطفية ، عنف ، وحتى المرض . وبالتالي حينما يستحوذ عليك ألم الجسد ، سينشئ حدث في حياتك يعكس تردد طاقته ليقوم بالتغذي عليه . الألم يستطيع فقط أن يتغذى على الألم . الألم لا يستطيع أن يتغذى على المتعة . لأنه يجدها غير قابلة للهضم .
حينما يستحوذ عليك ألم الجسد ، سترغب بالمزيد من الألم . ستصبح الضحية أو الجاني . ستريد أن تتسبب بالألم أو تعاني من الألم ، أو كلاهما . وفي الواقع لايوجد إختلاف كبير بينهما . أنت لست واعي لهذا بالطبع ، وستدّعي مشدداً بأنك لا تريد الألم . ولكن أنظر بتمعن وستجد أن تفكيرك وسلوكك مصممة على أن يستمر الألم ، لنفسك وللآخرين . اذا كنت واعياً لها حقاً ، فيستلاشى هذا النمط ، لأن الرغبة في الشعور بالمزيد من الألم يعتبر جنون . وليس هناك أحد بكامل وعيه ويعتبر مجنوناً .
*** | |
|
| |
aicha
عدد الرسائل : 729 تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الثلاثاء يناير 20, 2009 4:44 pm | |
| سنكمل هنا يا أصدقائي مع معلمنا Eckart ما قد بدأناه في موضوع آلام الجسد يقول المعلم ..
***
آلام الجسد ، والتي تعتبر الظل الأسود الذي ترمي به النفس (EGO ) ، هي في الواقع خائفة من نور وعيك . إنها خائفة من أن تُكتشف . بقاؤها يعتمد على أن تجعلها لاوعياً هويتك ، وأيضاً على خوفك اللاواعي من مواجهة الألم الذي يسكنك . ولكن إذا لم تواجهها ، إذا لم تضئ بنور وعيك هذه الآلام ، فستضطر إلى إزالتها مرةً بعد آخرى . آلام الجسد قد تبدو لك كالوحش الخطير الذي لا تتجرأ على النظر إليه ، ولكن أنا أطمئنك بأنها مجرد خيال واهٍ لايستطيع التغلب على قوة حضورك .
بعض المعلميين الروحيين أشاروا بأن كل الآلام هي في الواقع وهم ، وهذا صحيح . ولكن السؤال هو : هل هو صحيح بالنسبة لك ؟ الإعتقاد البحت لن يجعلها صحيحة . هل تريد الشعور بالألم لبقية حياتك وتستمر بالقول أنه مجرد وهم ؟ هل سيحررك هذا من الألم ؟ ما نهتم به هنا هو كيف نجعل هذه الحقيقة واقعاً – ذلك بأن تجعلها حقيقة في تجربتك الخاصة .
وبالتالي فآلام الجسد لا تريدك أن تراقبها مباشرةً وتراها على ماهي عليه . ففي اللحظة التي تراقبها فيها ، اشعر بحقل طاقتها خلالك ، واصرف انتباهك لها ، وهنا تنكسر الهوية . لقد أتى البعد الأعلى للوعي . وأنا أدعوه الحضور . أنت الآن الشاهد أو المراقب لآلام الجسد . وهذا يعني أنها لا تستطيع أن تستخدمك مرةً آخرى بأن تتظاهر بأنها أنت ، ولم تعد قادرة على إستكمال نفسها من خلالك . وهنا لقد وجدت قوتك الداخلية ، لقد عَبَرت إلى قوة الآن .
ماذا سيحصل لآلام الجسد حينما نصبح واعين بما يكفي لكسر هويتنا بها ؟
اللاوعي هو ما يُنشأها ، والوعي يحوّلها إلى نفسه . لقد وصف ساينت باول هذا المبدأ الكوني بشكل جميل حيث قال : " كل الأشياء تظهر حينما تتعرض للضوء ، ومهما كان الشئ الذي يتعرض للضوء فسيصبح ضوء " . وتماماً كعدم قدرتك على محاربة الظلام ، لن تستطيع محاربة آلام الجسد . وبمحاولة فعل ذلك سينشأ إنعكاس داخلي والمزيد من الألم . مراقبتها كافية . مراقبتها تضمن قبولها كما هي كجزء مماهو في تلك اللحظة .
آلام الجسد تتألف من الطاقة الحيوية المحجوزة والتي انفصلت عن حقل طاقتك الكلي وأصبحت مستقلة مؤقتاً خلال العملية الغير طبيعية لجعل العقل هويتك . لقد عادت على نفسها وأصبحت مضادة للحياة ، مثل الحيوان الذي يحاول أن يأكل ذيله . لماذا تعتقد أن حضاراتنا أصبحت مدمرة جداً لنفسها ؟ ولكن حتى القوى المدمرة لنفسها مازالت طاقة حيوية .
عندما تبدأ بالتخلي عن هويتك ، وتصبح مراقباً ، سيستمر ألم الجسد في عمله لفترة وسيحاول أن يخدعك لتعود لجعله هويتك مجدداً . ومع أنك لم تعد تشحنه بجعله هويتك ، فله كمية حركة معينة ، تماماً مثل العجلة التي تستمر بالدوران حتى ولو لم يعد هناك من يدفعها . وفي هذه المرحلة ، ربما يسبب لك أمراض جسدية و آلام في أجزاء مختلفة من جسمك ، ولكنها لن تستمر . ابقى حاضراً وواعياً . كن الحارس الواعي الأبدي لسلامك الداخلي . تحتاج لأن تكون حاضراً بما يكفي لتكون قادراً على مراقبة آلام الجسد مباشرةً وأن تحس طاقتها . وعندها لن تستطيع أن تتحكم في تفكيرك . في اللحظة التي يصبح فيها تفكيرك متأثراً بحقل طاقة آلام الجسد ، فأنت تجعله هويتك وتقوم بتغذيته مجدداً بأفكارك .
مثال على ذلك ، لو كان الغضب هو ذبذبات الطاقة المسيطرة لآلام الجسد وأنت تفكر أفكار غاضبة ، وتسهب في ما فعله شخص بك أو ما ستفعله به أو بها ، حينها تصبح لاوعياًَ ، ويصبح ألم الجسد هو " أنت " . أينما كان هناك غضب ، فيوجد دائماً خلفه ألم . أو عندما يغلب عليك المزاج المظلم وتبدأ بالدخول في النمط السلبي للعقل وتفكر كيف أن حياتك أصبحت مخيفة ، فتفكيرك قد تأثر بآلام الجسد ، وأصبحت لاواعياً عرضةً لتدمير هجوم آلام الجسد . " اللاوعي " ، الطريقة التي استخدم بها هذه الكلمة هنا ، تعني أنك قد جعلت بعض الأنماط العقلية أو العاطفية هويتك . وتصف الغياب التام للمراقب .
الإنتباه الواعي المتواصل يقطع الصلة بين آلام الجسد وعمليات تفكيرك ويأتي بعملية التحويل . أي كأنّ الألم أصبح وقوداً لشعلة وعيك ، ونتيجةً لذلك ستحترق وتنير بشدة . هذا هو المعنى المحجوب لفن الكيمياء القديمة : التحول من المعدن إلى الذهب ، ومن المعاناة إلى الوعي . الإنقسام الداخلي إلتأم ، وأصبحت كاملاً من جديد . ومسؤوليتك الآن هي بأن لا تتسبب في المزيد من الألم .
دعني ألخص لك العملية . ركز إنتباهك على الإحساس الداخلي . اعلم أن ذلك هو ألم الجسد . اقبل وجوده هناك . لاتفكر فيه – لا تجعل الإحساس يتحول إلى تفكير . لا تحكم ولا تحلل . لا تجعل منه هويةً لنفسك . ابقى حاضراً ، واستمر بكونك المراقب على مايحدث بداخلك . كن منتبهاً ليس فقط للألم العاطفي ، ولكن أيضاً لـ " من يراقب " ، المراقب الصامت . هذه هي قوة الآن ، قوة حضورك الواعي . وعندها سترى مايحدث .
***
وبهذا يا أصدقائي لم يتبقى لنا في موضوع آلام الجسد ، إلا علاقة النفس الـ ( EGO ) بآلام الجسد
وهذا ما سنتكلم عنه في الجزء القادم من قوة الآن .. | |
|
| |
aicha
عدد الرسائل : 729 تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: رد: the power of now الثلاثاء يناير 20, 2009 4:45 pm | |
| في هذا الجزء سيطلعنا المعلّم ( Eckart ) عن علاقة الجسد ( EGO ) بآلام الجسد فلنستمع لما يقول :
إرتباط النفس (EGO ) بآلام الجسد
العملية التي انتهيت من شرحها في الجزء السابق تعتبر قوية بعمق وفي نفس الوقت بسيطة . وبإمكاننا تعليمها لطفل ، وأنا اتمنى أن تصبح في يوم من الأيام من الأشياء التي يتعلمها الأطفال في المدرسة . عندما تفهم المبدأ الأساسي في كونك حاضر كمراقب لما يحدث بداخلك – " وتفهمه " عن طريق " إختباره " – فأنت في طريقك لامتلاك أقوى أداة للتغيير .
هذا لا يعني إنكار أنك قد تواجه مقاومة داخلية شديدة بمحاولة إنفصالك عن الألم . وهذه الحالة تحديداً ستكون لو كنت قد عشت أغلب حياتك بجعل الألم الجسدي العاطفي هو هويتك واستثمرت الكل أو الجزء الأعظم من إحساسك بنفسك فيها . وهذا يعني أنك قد صنعت نفساً تعيسة من ألمك الجسدي واعتقدت أن هذا الخيال العقلي هو أنت . وفي تلك الحالة ، الخوف اللاواعي من فقدان هويتك سيخلق مقاومة قوية ضد أي محاولة للانفصال عن الهوية . أي بمعنى آخر ، ستفضّل أن تكون في ألم – تصبح أنت ألم الجسد – بدلاً من أن تقفز إلى المجهول وتخاطر بخسارة نفسك التعسية التي اعتدت عليها .
اذا حدث هذا لك ، فراقب المقاومة بداخلك . راقب اتصالك بالألم . كن منتبهاً جداً . راقب المتعة الزائفة التي تحصل عليها بكونك تعيس . راقب رغبتك بالحديث عنها أو التفكير فيها . هذه المقاومة ستتلاشى لو جعلتها واعية . وعندها تستطيع أن تنتقل بانتباهك إلى ألم الجسد ، ابقى مراقباً كشاهد ، وبعدها سيبدأ تحوّلها .
أنت فقط من يستطيع فعل ذلك . ولا أحد يستطيع أن يفعله لك . ولكن لو كنت محظوظاً لدرجة أن تجد أشخاصاً واعين بشدة ، واستطعت أن تكون معهم وتنضم إليهم في حالة الحضور ، سيكون ذلك مفيد جداً وسيعمل على تسريع الأمور . وبهذه الطريقة ، سينمو ضوءك الخاص سريعاً وبقوة . عندما توضع قطعة خشب قد بدأت للتو بالاشتعال بجانب قطعة آخرى تحترق بشدة ، وبعد فترة تفصلهما عن بعضهما ، فستحترق القطعة الأولى بشدة وكثافة أكبر . وفي النهاية ، هي نفس النار . ولِتصبح مثل هذه النار فهذه إحدى مهام المعلم الروحاني . بعض المعالجين قد يكونون أيضاً قادرين على إنجاز تلك المهمة ، باعتبار أنهم قد تخطوا مستويات العقل ويستطيعون أن يشكّلوا ويبقوا في حالة من الحضور الواعي الكثيف بينما هم يعملون معك .
*** في هذا الجزء يا أصدقائي سمعنا المعلّم يتكلم عن ( الخوف ) ، فمن أين ينبع هذا الخوف يا ترى ؟؟ | |
|
| |
| the power of now | |
|