أود التذكير بأن هذه الأفكار استرشادية، إن لم تنفعك نفعت غيرك، غيرك من قراء المدونة أو غيرك من المحيطين بك، فكر في غيرك ممن يمكن لهذه الأفكار أن تنفعهم، وانتظر فكرتك أنت، فهي حتما قادمة، طالما أنك تبحث عنها بجهد وتتشوق انتظارا لها…
1- تنظيف البيوت والشركات باستخدام منظفات لا تسبب حساسية
قد لا تعلم هذه الإحصائية، لكن 50% من تعداد الأمريكيين يعانون من حساسية مرضية تجاه المركبات الكيماوية، فكيف يمكن الاستفادة من إحصائية كهذه؟ مع تزايد الوعي العالمي بأضرار الكيماويات على الصحة، بات هناك طلب كبير ومتزايد على المنتجات والخدمات التي لا تؤذي البشر، هذه الفئة في الأغلب هي من طبقة الأغنياء، ما يجعلهم عملاء من طبقة نيتش التي تحدثنا عنها من قبل.
هذا الأمر دفع اميليا انتويتي لتأليف كتاب كامل عن خبرتها مع ابنها الذي عاني من حساسية شديدة تجاه مواد التنظيف، الأمر الذي دفعها للبحث أكثر في هذا الأمر، والتعرف على مركبات التنظيف التي لا تسبب حساسية للبشر، وأسست شركتها الخاصة لتصنيع صابون صديق لمرضى الحساسية، وألفت كتابا عرضت فيه خبراتها المكتسبة في هذا المجال.
في عالمنا العربي، ستقول لي إن الناس تموت جوعا وغرقا وخنقا، وتكلمني عن معاناة ناس من حساسية؟ الرد بسيط، أنت تنظر إلى نصف الكوب الفارغ. في كل مجتمع بشر (عرب أو غير عرب، مؤمنين أو كفار)، ستجد طبقة أغنياء وطبقة فقراء، طبقة تهتم لصحتها وللبيئة من حولها، وطبقة لا تكترث لشيء. مع من منهم تريد أن تعمل وتتاجر؟ ستسأل وكيف أعرف تلك المنتجات التي لا تسبب حساسية، ماذا عن بعض المساعدة من دارسي الكيمياء العضوية والأطباء والقراءة في مواقع انترنت؟
2- تدريب الأطفال والأولاد
يغلب على عالم اليوم غياب الأبوين في أعمالهم، ما يترك الأبناء ليعانوا الوحدة والفراغ. هذا الأمر خلق طلبا هائلا على من يستطيع ملء هذا الفراغ، بشكل إيجابي بناء مثمر. لغياب الأم في عملها، لم تعد قادرة على تدريب وليدها على قضاء حاجته في الحمام مثل الكبار، أما غياب الأب فمنعه من تعليم ابنه ركوب الدراجة بدون مسند.
اريش موهيت (Aresh Mohit) مدرب ركوب دراجات محترف وشهير، يقبض ستين دولار عن الساعة لتعليم الصغار ركوب الدراجات وقواعد السلامة، بينما شاري جرين تقبض 450 دولار مقابل خمس جلسات لإقناع الصغار بالتوقف عن مص أصابعهم. إن القائمة طويلة، فأنت يمكنك تعليم الصغار رياضات كثيرة، ويمكن لأي فتاة تعليم الصغيرات فنون الطبخ والخياطة والرسم والآداب العامة.
بالطبع، تعليم الصغار لا يناسب أي فرد، ويحتاج صبرا كبيرا، وذكاء غير تقليدي لكسب ثقة الصغار، لكنه ليس بالأمر المستحيل كذلك. وصلتني رسائل كثيرة من خريجات وأمهات تسألني ما العمل الذي يمكنهم البدء به، ماذا عن مجالسة الأطفال، ثم تعليمهم أشياء جديدة، ثم احتراف هذا الأمر.
3- تجميل السيارات
إلا من رحم ربي، تجد الشباب ما بين أمرين، حب فتاة أو عشق سيارة، ما دفع الطالب الجامعي ميجيل ميلامورس لأن يفتتح مركزا لتجميل السيارات بشكل محترف فريد، بعدما اقترض 3 آلاف دولار وسددها من أرباحه خلال شهور قليلة. في أول يوم من الافتتاح، ربح ميجيل 250 دولار، لكنه لا يترك عمله يطغي على دراسته، كما يعطي كل سيارة وقتها الكافي لتخرج أبهى من العروس في ليلة عرسها. أين تعلم ميجيل صنعته؟ أثناء عمله قبلها في محطة غسيل سيارات، حيث صاحب عمال في مركز تجميل سيارات وتعلم منهم الكثير. عملاؤه الأولون كانوا من محيطه الدراسي، وعملياته الأولى كانت مجانية.
ما الذي دفع ميجيل للعمل في فترة شبابه، بدلا من التمتع بهذا الشباب؟ أخته ذات الطفل الصغير والتي لا تجد سواه ينفق عليهما، كذلك يدرس ميجيل إدارة أعمال، وهو يريد تطبيق ما يدرسه عمليا، من أجل الاحتراف على وجهه الحق. يتباهى غالبية شبابنا العربي بخبرته مع مواقع انترنت، وعلمه بشتى صنوف السيارات، فلماذا لم نرى من يدمج هاتين المعرفتين من أجل نشاط تجاري في تجميل السيارات من الخارج، وهو أمر يتوقف على الحس الفني والتذوق الجميل.
4- الخط اليدوي وفنونه
بعد التطور المذهل في فنون الطباعة، عاد بنو البشر للبحث عن التميز، وبدأت ترى دعوات حضور الأفراح والأعراض وحفلات الزفاف والميلاد مكتوبة بخط اليد، خط فريد متغير لا تستطيع طابعة ليزر ألوان أن تقدم مثله. ماذا عن رسالة تهنئة بتقلد منصب رفيع مكتوبة بخط اليد، خط عربي جميل؟ إنها دليل على اهتمام متقدم بأدق التفاصيل، ما سيترك الأثر الأكبر في نفس متلقيها.
تعلم الخط العربي ليس نزهة لأي فرد، فهو يتطلب توافقا بصريا عضليا متقدما، ويحتاج تدريبات كثيرة، لكن بعض المخطوطات العربية المبدعة تباع بأرقام تشرح الصدر، لكن الأهم أن إمكانيات وضع هذا الخط في استخدامات غير تقليدية كثيرة جدا، ويمكن استغلالها تجاريا بشكل مربح. ألا تملك هذه الموهبة؟ هل تعرف من يملكها ويمكنك التعاون معه، هو يكتب وأنت تبيع؟
5- البستنة وتصميم الحدائق
ضمن حب البشر للتفرد، تجدهم يسكنون الفيلات والقصور التي صممها لهم هذا وذاك من عباقرة المعماريين، لكن ماذا عن تصميم حدائق هذه القصور؟ نشأت ليزا مونكتون في مزرعة أهلها، وتلقت خبرات أجيال أربعة من أجدادها في الزراعة، وهي ركزت على طرق الزراعة العضوية الخالية من التدخل الكيماوي. اليوم تزرع ليزا بذورها العضوية في حديقتها الخاصة، ثم تأخذ هذه النبتات إلى حدائق زبائنها لتغرسها لهم.
ليست ليزا بالمزارعة التقليدية، فهي تجري اختبارا لزبائنها وتسألهم عما يريدون زراعته ومشاهدته يكبر أمامهم، وأكثر ما يطلبه عملاؤها هو نباتات الطماطم والثوم. أغلب مهام ليزا تؤديها في عطلات نهاية الأسبوع، لأن عملاؤها يريدون مشاهدة ليزا وهي تعمل وتزرع يتعلموا منها. أجر ليزا 5 دولارات عن كل بوصة مربعة تزرعها، أما كيف تسوق لخدماتها فعن طريق مقابلات مع الصحف والمجلات ومحطات الراديو، بعدما وزعت منشوراتها الدعائية، لكن أهم سلاح تسويقي لها فهو كلمات المديح التي تنساب من أفواه عملائها السابقين.