أظن أن هذا الكتاب سيرد على سؤال المليار وليس المليون، والذي يردني بشكل منتظم: أريد أن أبدأ تجارتي لكني لا أعرف أي مجال اختاره وأسير فيه. في هذا الكتاب، سنجد 101 فكرة لأناس طبقوها فعلا، ورغم أن الكتاب يحكي عما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الله أكرم وأرحم من أن يجعل 101 فكرة تقبل التطبيق في بلد واحد فقط.
حتما قرأت عن قصة بيل جيتس الذي تحمس لاختراع اسمه الحواسيب الإلكترونية، وأدرك أن هذا الاختراع لا قيمة له بدون برامج تحقق للمستخدم الاستفادة منه، ولذا أسرع وصديقه ليوفر هذه البرامج ويتعاقد مع شركات لشراء برامجه وهكذا، من طالب جامعي لم يكمل دراسته، ليصبح أغنى وأشهر رجل في العالم والذي يحرص الرؤساء على التقاط الصور معه، ومن اجتماع رجلين معا في جراح بيت أحدهما، هذا هيولت وهذا باكرد، خرجت شركة عملاقة لتصنيع الطابعات.
لكن ما الحاجة للتفكير في مصدر رزق جانبي، بجانب الوظيفة المرموقة التي تدر الراتب الكبير؟ إن سؤال مثل هذا يجعلني أتحسر على زمن كان لقب موظف يعادل لقب مسكين، مستحق للصدقة. إن رب العمل يدفع للموظف الراتب الكبير لأنه قادر على تحقيق مكاسب أكبر من راتبه لرب العمل، وفور أن يختل هذا الشرط، تنتهي العلاقة بين الاثنين. إننا اليوم بوافر صحتنا، لكن هذه إلى زوال، ومع زوالها ماذا ننوي أن نفعل؟ هل ستكتفي براتب معاش التقاعد؟ كذلك، هل تستحق متطلبات الوظيفة تأخرك في العمل عن اليوم الأول لابنك في مدرسته؟ عن ابنتك في حفلها المدرسي؟ عن والدك في مرضه، عن أخيك في خطبته؟
كنا قد ذكرنا من قبل في معرض حديثنا في ملخص كتاب أبي الغني أبي الفقير عن أن السبيل القويم هو في التوظف من أجل التعلم لا التكسب، أي تعمل لتتعلم حتى تتمكن من إدارة عملك التجاري في المستقبل، قريبا كان أو بعيدا. هذه النظرة ستجعلك تمضي إلى عملك وكلك طاقة وحيوية وإقبال على الحياة، ما سيرفع معنوياتك ويجعلك تصبر على سخافة مدير أو خيانة زميل، فأنت لديك خطة بديلة ذات مستقبل واعد، ما يجعل ما عداها هينا، كذلك لا أعرف شيئا أكثر أهمية في حياة فرد من فكرته التي تحولت من خيال إلى واقع ناجح، فجعلته من مأمور إلى آمر، متحكما في مجريات حياته.
رجاء خاص سأزعجكم به، أرجو من أصحاب التعليقات السلبية أن يحرموني منها، وإذا وجدت 101 فكرة غير قابلة للتطبيق في عالمنا العربي فماذا تريد مني أن أفعل؟ يحرص البعض على مراسلتي للتأكيد على استحالة تنفيذ بعض مما أتحدث عنه في المدونة في عالمنا وواقعنا، وأنا بدوري أسألهم، ماذا تريدني أن أقول لك؟ هل تريد أن أقول لك معك حق، لا أمل، انتحر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث له: لو أردت لاستطعت، وأنا لا أجد أفضل من هذه الجملة لأرد بها على كل من راسلني برسائل ذات معنى قريب من هذا.
بعد هذا الرجاء، أريد من قارئي التحلي بالتفاؤل الشديد، والرجاء الكبير في رحمة الله، وإطلاق عنان العقل على آخره، والتفكير خارج نطاق المعقول والمقبول، خارج الصندوق كما يقولون، ووضع بعض هذه الأفكار قيد التجربة، لعلك تكتسب خبرة تفيدك في مستقبلك، أو تفيد غيرك، فلم أسمع أو أقرأ عن أحد ضرته خبرة اكتسبها.
سنكمل بعد استراحة قصيرة، وأمامنا مقالة أخرى للإعداد النفسي، ثم ندلف إلى أوائل هذه الأفكار المائة وواحد. حتى هذا الحين، أتمنى أن تشاركوني محاولاتكم لكسب المال خارج نطاق الوظيفة، الفاشلة قبل الناجحة، وكما يقول د. إبراهيم الفقي، لا يوجد فشل في الحياة، إنما هي خبرات نتعلمها، وكما قال أحدهم: كل سهل في هذه الحياة كان في يوم من الأيام صعبا.