مفتاح البعد الروحيفي حالات الطوارئ التي تهدد الحياة...تغيير الوعي بالزمن الى الوعي باللحظة الان...يقع احيانا بصورة طبيعية..
فالشخص الذي له ماض و مستقبل ..في هذه الحالات تجده صامتا..هادئا...و يعيش هذه اللحظة بكل معانيها و يضع كل انتباهه فيها..
فالسبب الرئيسي الذي يجعل بعض الناس يحبون الخوض في مغامرات خطيرة...كتسلق الجبال او سباق السيارات السريعة...الخ...مع انه قد يكون لا يعي السبب الحقيقي ...فلان ذلك يجعله يعيش بقوة اللحظة الحالية و غصبا عنه...
و هذا يجعله حرا من الزمن... من المشاكل... من التفكير...و من ثقل الشخصية المزيفة...
و لكنك انت لا تحتاج الى تسلق جبل ما لكي تعيش اللحظة الانية...بل تستطيع عيشها الان.
منذ قديم الزمن...كانوا المعلمون الروحيون يعلمون الناس العيش في اللحظة الانية و استغلالها...لانها السر الوحيد و الطريق الوحيد الذي يقود الى البعد الروحي و الرقي الروحي.
و مع كل هذا يبدو انه بقي سرا...كل هذه المدة.
فهي لا تدرس في الكنائس و المعابد...
فلو ذهبت الى كنيسة مثلا سيقرؤون عليك *لا تحمل هما ليوم الغد..فكل يوم يحمل همه معه*
او تسمع مثلا عن جمال الورود اللاتي لا تحملن هما للغد و تستمتعن باللحظة..و ان الله يضمن لهن الغد.
ربما تسمع كل هذا و اكثر...و لكن عمق معاني هذه الكلمات ليس مفهوما و ليس معروفا..
لا احد يفهم بانها قيلت لتتاملها و تستوعب معانيها الحقيقية. و بالتالي يجلب التغيير الداخلي العميق لنفسه.
بل يمر عليها مرور الكرام.
يكمن جوهر طريقة زن zen في عيش الان بكل معانيها..بان تكون حاضرا تماما ..لا مشاكل و لا معاناة..لا شيئ الا انت ...ان تعيش فيك انت فقط..
في اللحظة الانية... و بغياب الزمن عندك...كل مشاكلك تذوب...
التالم و المعاناة يحتاجون للزمن...لا يستطيعون العيش في اللحظة.
المعلم الكبير لطريقة زن *zen* ..رينزاي...لكي يزيل انتباه تلامذته عن الزمن..
كان يقوم برفع اصبعه و يسال بهدوء...*مالذي ينقص في هذه اللحظة*
سؤال قوي لا يجد جوابا في مستوى العقل.
فياخذك بعمق الى اللحظة الحالية.
هناك سؤال اخر في تقاليد زن ..الا وهو **ان لم يكن الان..فمتى**
* الان** هو ايضا اساسي في تعاليم الاسلام و خصوصا لدى الصوفية ...
فلهم مقولة تقول بان **الصوفي هو ابن اللحظة الحالية*...الخ
مايستر ايكارت..المعلم الروحي في القرن 13 قال جملة رائعة **الزمن هو من يمنع النور من الوصول الينا..فليس هناك حاجز اكبر عن الله من عامل الزمن**