رسالة لكل أب يكون دوره في الأسرة أكثر فاعلية . كيف يصوغ بتوجيهاته مستقبل أولاده ؟ دور جديد للأب في أسرته توضحه " ولدي " في هذا التقرير .
كيف يكون الأب معلماً للقيم والمبادئ والأهداف ؟
إن رضاك عن أبنائك يعتبر هدفاً ثميناً بالنسبة لهم حيث يبذلون جهداً كبير للوصول إليه، ولهذا فمن واجبك أن تضع مقاييس معينة لأبنائك للوصول إليها علي أن تكون مقاييس معقولة بالنسبة لإمكاناتهم، وهذه المقاييس هي ما نسميها توقعات أو آمال فعندها تأمل من ابنك أو تتوقع منه توقعات كبيرة " في حدود المعقول " وبالإضافة إلي تشجيعك ومديحك له فإنه سيقول في نفسه " إن أبي يتوقع مني أن أفعل كذا أو أن أصل إلي كذا – يجب أن أحاول حتي لا أخذله " .
لماذا .. أنت ؟
ودور الأب هو أن يضع المقاييس الصحيحة لتوقعاته من ابنه تبعاً لعاملين الأول هو مقاييس العالم الخارجي للنجاح .
والثاني : هو مقاييس قدرات ابنه ورغباته، للأم دور أيضاً، ولذا فدور الأب أن يأخذ بيد هؤلاء الأطفال لجعلهم رجالاً أصحاب قيم وشخصيات ذات قيمة وأهداف، ولكن علينا ألا نتجاهل الأم فبالرغم من أن من عاطفتها الجياشة اتجاه أبنائها وشعورها دوماً بأنهم ما زالوا صغاراً إلا أن جميع الأمهات هن الأكثر دراية بأبنائهن – يعرفن عنهم كل شيء بدقة فهن اللاتي يتعاملن مع الأبناء كل يوم وكل ساعة ويصطدمن بنجاحاتهم وفشلهم – ولهذا فإنهن لديهن فكرة أفضل من الأب عن احتياجات وقدرات كل ابن علي حد، هذا بالإضافة إلي أن الأمهات هن غالباً من يقرأن كتب التربية والطفولة بالإضافة إلي أن احتكاكهن الدائم بأقران أبنائها وأبناء صديقاتها وجيرانها يكون لديها حس عن نموذج النمو والتطور الذي يتشارك فيه الأطفال عامة – وهذا الحس دائماً ما يفتقده الأب فتجده دائماً ما يقارن أبناءه بصور مثالية لبعض الأطفال تكون غالباً بعيدة كل البعد عن الواقع – وللأسف فإن الأب يحاول أن يفرض هذه الصورة والمقاييس الوهمية علي أبنائه بل أحياناً نجد أن الأب يفرض مقاييس ربما تكون صحيحة، ولكن في الوقت الخطأ، فمثلاً نجد أباً لطفل في الرابعة من العمر يعمم ويقول : لا يمكن أن يصبح ابني كذاباً دون أن يعي أن كذب الطفل في هذا العمر ليس كذباً حقيقياً، بل محاولة لتحقيق أمنياته من خلال الخيال، بالطبع من أن محاولة منع الطفل من الكذب هدف نبيل لكل أب ولكن إذا توقع من ابنه أن لا يكذب في توقيت خاطئ فإنه لن يجني سوي الفشل وتهاوي أحلامه، وسيفقد مصداقيته كواضع للأهداف أو المقاييس الأسوأ أن الطفل الذي يجد نفسه يفشل دائماً في تحقيق رغبات وطموحات والده سوف يبدأ بالشعور بأن هناك شيء خطأ فيه وفي شخصيته .
رغبات متعارضة
خطأ آخر يمارسه الأب وهو معلم للقيم والأهداف أوضحه مهندس كهرباء لديه ابن شغوف بالقراءة لكن الأب يحلم أن يكون ابنه رياضياً ويقول الأب : لم أكتشف كيف أنه عاني من ضغوطي عليه إلا عليه بدأ بالفشل دراسياً، لقد كان دائماً ناجحاً ولكن عندما وجد أنه لم يستطيع أن ينجح في الرياضة يئس من كل شيء .
وهكذا أضر الأب بمصلحة ابنه دون أن يقصد – وكان من الأفضل لكليهما أن يكون طلب الأب من الابن هو " أنا أعلم أنك ستحاول عمل أفضل ما تستطيع " أنه طلب دقيق جداً ولكنه مرن أن تترك له تحديد الهدف مع دفعة منك بأن تعلم أنه ما زال هناك عمل أفضل يمكنه تحقيقه .
قيمة أخري تعتبر من أهم وظائف الأب أن يغرسها في أبنائه هي إحساسهم بأهميتهم – ولكن لماذا الأب ؟ ببساطة لأن الابن يري أن الأم عليها أن تمدحه لأنها تحبه وعندما تقول للطفل " أنك طفل جيد " فهذا من دافع الحب اما الأب إذا قالها فإن الابن يراها أنها حقيقية وأن والده فخور به، وعندما يشعر الطفل بأهميته لدي والده فإن ذلك يشعره أيضاً بأهميته لدي الآخرين يحاول أن ينتج أشياء ذات قيمة ويصبح خلاقاً ويكافح من أجل الحفاظ علي هذا الاهتمام لأنه " أي الاهتمام " يخلق لديه الثقة بالنفس .
أحد الآباء يقول : أريد من أبنائي أن يحددوا ما يريدونه وأن تكون لديهم الثقة بأنفسهم التي تجعلهم يصلوا إلي أهدافهم وقد وافقه الكثير من الآباء وعندما سألوا عن الطريق التي يمكن أن يمنحوا أبناءهم هذه الثقة بأنفسهم كانت ردودهم كالتالي :
· أن أشعرهم أنهم محبوبون ومهمون .
· أن أنصت إليهم .
· أن أتركهم يتصرفون بأنفسهم ولا أتدخل لأقلب أسلوبهم رأساً علي عقب ليروا نتائج أعمالهم .
وأنت عزيزي الأب ما أسلوبك لخلق الثقة بالنفس في شخصية ابنك، مشوارنا في طريق دور الأب في حياة ابنه لم ينته ومع دور جديد في موضوع قادم .