من الطفل المبدع ؟
الطفل المبدع هو طفل لديه حب الاستطلاع، يفحص الأشياء يربطها معاً يسأل دائماً لماذا ؟ وكيف ؟ يستعمل كل حواسه باختصار هل طفل ملئ بالأفكار.
وفي السعودية التقت ولدي أحد الأطفال المبدعين وتحدثت إلي والدته فألقت الضوء علي طفلها ومواهبه ومدي حرصها علي تنمية هواياته ومواهبه.
طفلي يسمي أمين سهل مصطفي عقيل عمره 10 سنوات من السعودية لماح ذكي، شغوب بالقراءة والإطلاع تحكي لنا أمه لمياء عبد الله عطاس وتقول : عندما رزقت بطفلي أمين وهو الأول كنت أرعاه وأحتضنه ولا أريد أحداً من الخدم أن يلمسه، فكل ضرورياته والتزاماته أقوم بها بمفردي حتي بلغ العام الأول وبدأت أري ميوله ورغباته والأشياء التي تثير اهتمامه فكانت اللعبة هي الشيء الأول والقراءة كانت الشيء الثاني فمنذ نعومة أظافره كنت أهتم بشراء الكتب الصغيرة ذات الرسومات الملونة والحروف الأبجدية باللغتين العربية والإنجليزية وبشكل يومي يطلع عليها وقت خلوده إلي النوم حتي أصبحت عادة .. حتي يومنا هذا ولقد تعودت أذناه علي الاستماع إلي وأنا أقرأ له أو أحكي قصة يتشوق لها حتي أصبح يفتش في المكتبات عن أحدث القصص والكتب التي تهمه.
برامج متطورة
وعن الكمبيوتر وعلاقته بابنها زادت الأم : بدأ ابني منذ ثلاث سنوات – عندما كان عمره 7 سنوات – يهتم بألعاب الكمبيوتر شيئاً فشيئاً حتي أصبح يتابع البرامج التعليمية ويطلب مني أن اشتري له الأقراص المضغوطة واكتشفت أن له خلفية كبيرة من الكمبيوتر وبرامجه حتي إنه قام ببرمجة جهازه بعبارة سرية لا يقدر أحد علي تشغيله دون معرفة كلمة السر فاجأني ذات مرة برغبته الاشتراك في شبكة الإنترنت وبدأ يشرح لي عمل الشبكة، وساعتها أحسست بالفرحة والسعادة تغمرني .
التفرغ الكامل
وأضافت الأم السعودية : أصبح ابني طموحاً جداً يحب العلم والسفر، وكل الأشياء الجديدة الغامضة ويرجع ذلك إلي تفرغي التام له وإلي أخيه قصي ( أربع سنوات ) فهناك دائماً حوار طويل لا ينقطع وتبادل للآراء والأفكار والاحظ إن أمين لا يميل إلي جميع الأطفال بل إلي فئة معينة فهو مشغول ولديه من الأمور التي تشغل وقته فمجرد نهوضه من النوم صباحاً في أيام الإجازات يعد لنفسه جدولاً .. ماذا سيفعل ؟ وماذا سيقرأ ؟ .. وما اللعبة التي سيلعبها ؟ وما هو البرنامج الذي سيضعه في الكمبيوتر .. ولذلك نادراً ما يسأم من المنزل .
ونصيحة تقدمها لمياء لكل مربي وتقول : شجع ابنك دائماً وحاول تطوير نفسك لتطوير أبنائك .
يصلح الكمبيوتر
وقصة أخري من القاهرة لإبداع الأطفال ونبوغهم القصة تقول : كريم محمد لبيب في الحادية عشر من عمره اشتري والده جهاز كمبيوتر ليعمل عليه ولكن لانشغاله المستمر ترك هذا الجهاز مهمل غير مستعمل ولكن كريم جذبه هذا الجهاز لم يعلمه عليه أحد ولم يتلق دورات تعليمية لاستخدام الكمبيوتر ولكنه كان يحاول .. مرة والثانية حتي استطاع استخدامه للعب ولعمل بحوثه المدرسية، وكانت والدته متابعة وهو يعلم نفسه بنفسه، كان يجلس أمام الكمبيوتر يومياً ما يعادل 3 ساعات ويفضله عن مشاهدة برامج التلفزيون أو اللعب بأي ألعاب أخري، ويقضي تلك الساعات في متابعة قراءة الموسوعة التي يضمها الجهاز وفي أحد الأيام عندما حاول أن يشغل الجهاز وجده لا يعمل، لم يتردد بل قبل التحدي واستطاع أن يصلح جهازه بنفسه رغم صغر سنه وقلة معلوماته العلمية عن الحاسب الآلي حاول وحاول حتي نجح .
وتقول والدته السيدة منال محمد وهي أم لكريم وابنة أخري في التاسعة من عمرها .. " أن التشجيع واكتشاف الموهبة من الصغر وتوفير عدد بدائل لاستغلال أوقات الفراغ هو الأسلوب الأمثل لاكتشاف الطفل المبدع، إن مساندته معنوياً بالتشجيع والإطراء، ومساندته مادياً لشراء ما يحتاج شرطان لبلورة إبداع الطفل، ومع نبوغ ابني في مجال الكمبيوتر فهو والحمد لله يحفظ القرآن ويداوم علي الصلاة مع مدرسيه في الفسحة بين الدروس .
ابني يحقق ما عجزت عنه
عندما يشعر الطفل أنه مهم عند والديه تكون لديه الثقة بالنفس والشعور بالاستقرار والأمان وتكون لديه الأرض الخصبة ليتفتح ويتلقي ويتطور ويبدع .
(شمسه الأحمد) أم لطفل عمره أربع سنوات وتعمل مدرسة بكلية التربية الأساسية تقول :
أفكر في ابني منذ ميلاده وأتمني أن يحقق ما عجزت أنا عنه تحقيقه فلقد لاحظت إستعداده لإتقان اللغة الإنجليزية فحرصت علي إلحاقه بدورات متخصصة فيها وكنت أراقب إتقانه للغة بفرح شديد رغم صغر سنه واستعداده الشخصي وهو ما حدا إلي لأعلمه لغات أخري مثل الفرنسية .. نعم أشعر إن طفلي مبدع .
· ألعاب المبدعين
وعن وقت اللعب تؤكد شمسة : أشتري له الألعاب ذات الأهداف التربوية مثل الحروف الكبيرة التي نشكل منها الكلمات أو الألعاب التركيبية التي تعتمد علي الفك والتركيب وبالطبع لا أحرمه من اختيار بعض الألعاب التي يحبها مثل بقية الأطفال في سنه، ولقد بدأ في تعلم الكمبيوتر وأحرص إن تكون علاقته ودية مع معلمته لأن في يديها مفتاح حب العلم أو الكراهية لأن الأطفال في هذه السن الصغيرة حساسون جداً .
أري أبنائي بصدق
وبحماس شديد تقول( حليمة حسن الصباغة ) من الكويت : أبنائي مبدعون في ألعابهم وفي دراستهم حتي أثناء مساعدتهم لي في المطبخ وأعتقد أن أهم شيء في عملية الإبداع أن تري الأم أن أبناءها مبدعون وتفخر بهم، فهم يحبون الرسم واحتفظ بالرسومات وأنواع عرضها في برواز خاص لكل واحد منهم وأكتب عليه تاريخ الرسم فسيكون جميلاً أن يري أبنائي بعد أن يكبروا رسوماتهم الصغيرة محل هذا الاهتمام وأنا أنظر لتلك الرسومات بإعجاب شديد وفخر وأترك كل واحد يرسم ما يريده فربما يرسم قطعة من الأثاث ويصبح مهندس ديكور ومن يرسم البيت سيصبح مهندساً معمارياً .