[size=18]ايتيكيت زيارة الصديقة[/size]
إذا فكرت في زيارة صديقتك فتذكري قبل الزيارة أن من ستزورينها تؤهل نفسها وبيتها لاستقبالك في الموعد المتفق عليه بينكما، فكوني حريصة على وقتها ومحافظة على مواعيدها.
ويستحب التهادي أثناء الزيارة وغيرها ولو بشيء تجيدين صنعه في بيتك، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "تهادوا تحابوا". والهدية في معناها وليست في قيمتها
ويمكنك تعريف من سيزورونها بهديتك، لا سيما إذا كانت طعاماً، وذلك بشكل لطيف قبل الزيارة، كأن تقولي لها: سأذيقك طعم الكيك الذي أصنعه، فإن هذا قد يخفف عنها جهد صناعة شيء تقدمه لك.
وعندما تصلين في الميعاد المحدد عليك بالدخول إلى بيتها في وقار وسكينة ولا تتسببي في مشكلات لها مع جيرانها، والأمثلة على ذلك كثيرة: فهذه زائرة قد تشاجرت مع حارس عمارة صديقتها؛ لأنه سألها: أين أنت ذاهبة؟! وأخرى تترك أولادها يدقون جرس الجيران! وتلك تترك أولادها يطرقون باب مزورتها بكل عنف وإزعاج! ورابعة وصلت إلى شقة صديقتها فلم تجدها – لأي سبب من الأسباب – فطرقت باب الجيران، وربما جلست عندهم حتى تستريح أو لحين عودة صديقتها، وقد يزعج أولادها الجيران،.... إلى آخر تلك التصرفات غير اللائقة.
• لا تنسي
إذا وصلت إلى باب مسكن صديقتك فلتطرقي بخفة ورقة، وإياك أن تلتصق يدك بالجرس حتى يستغيث النائم والمذاكر والمريض! واجعليه ثلاثاً.. بين كل واحدة وأخرى مدة معقولة، ولا تتعجلي بالانصراف فقد تكون صديقتك مشغولة أو في وضع غير مناسب لفتح الباب.
وإذا لم يرد عليك أحد بعد طرقك الباب ثلاثاً فلترجعي غير غاضبة ولا منفعلة؛ فقد ذهبت بنية خالصة لله وعدت بالأجر إن شاء الله.
ثم حاولي الاطمئنان على صديقتك فيما بعد والتمسي لها العذر في عدم مقابلتك فقد يكون لديها ما يبرر موقفها. وقد قال تعالى: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ..}.
أما إذا ردت عليك صديقك وقالت: من؟ فسلمي عليها وقولي: أنا فلانة..
كذلك عليك عدم مواجهة الباب، ولتقفي يميناً أو شمالاً حتى لا تطلعي على ما بداخل البيت عند فتح الباب فقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله: "إنما جعل الاستئذان من أجل البصر".
وينبغي للزائرة أن تسلم على صاحبة المنزل بقولها: "السلام عليكم"، ويسن أن تزيد: ورحمة الله وبركاته، ثم تصافح صديقتها بعد ذلك بحرارة وتبسم؛ اقتداء بسنة الحبيب – صلى الله عليه وسلم -.
وهناك نقطة مهمة جداً عند دخولك إلى منزل من تزورينها، تهملها الكثيرات ألا وهي: خلع الحذاء. وقد تختلف عادات كل بيت في هذا الأمر، ويترك هذا لتقديرك ولمعرفتك بأحوال البيت الذي تزورينه، ولكن على الأقل نظفي حذاءك على الباب قدر الإمكان؛ فهذا أطيب لنفسية أهل البيت. ولا داعي لأن تجعلي صديقتك تقول: من فضلك اخلعي حذائك قبل دخولك.
• ذوق
هناك من الزائرات من تطلق العنان لبصرها بمجرد دخولها منزل صديقتها فتفحص البيت بعين الخبيرة المدربة، ولا مانع من أن تأخذ كافة البيانات والمعلومات اللازمة عن هذا الشيء الجديد في البيت.. سعره.. ومن أين تم شراؤه؟..
وقد يدفع "العشم" الزائرة إلى المزيد من إحراج صديقتها بأن تنتقل في البيت وكأنه بيتها وتقلب النظر في كل شيء، فتراها تتحول هنا وهناك غير عابئة بشعور صاحبة المنزل التي قد تحتفظ بأشياء بعيداً عن الآخرين؛ فلذلك لا بد من أن تسأل الزائرة صاحبة المنزل: أين أجلس؟ فلا تجلس في أي مكان يحلو لها، فربما تريد صاحبة المنزل أن تجلسها في مكان معين بحيث لا تكشف باقي المنزل أو تريد أن يتحرك أهل المنزل في الداخل بحرية أكثر.
كذلك بالنسبة لاستخدام الهاتف: اتقي الله، ولا تستخدميه إلا مضطرة ولضرورة ملحة، ولا داعي لأن تثقلي على صاحبة المنزل بالتحدث فيه بلا ضرورة أو استقبال مكالمات خاصة لك عليه.
أما دورة المياه فلتحافظي على تنظيفها بعد الاستخدام مع مراعاة عدم التأخير بالداخل، فربما يكون هنا من يحتاج لدورة المياه، لا سيما في حالة عدم وجود دورة مياه أخرى.
• آداب
يقول الله عز وجل: }لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا{.
فإذا تكلمت فلتقولي خيراً، ولتعودي لسانك الجميل من القول، وإياك وأكل لحوم الناس! فكلامك عن الناس لا بد أن يكون بذكر محاسنهم. واجعليها زيارة في الله كلها تناصح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وربما يبدأ الحديث عادياً وينقلب في لحظة إلى غيبة ونميمة!!
كما لا بد أن تحرصي على كتمان سر صاحبتك، فالمجالس أمانات، وقد يحدث أثناء زيارتك أمر قد يسبب الحرج لصاحبتك فعليك نسيانه، ولا تقحمي نفسك فيما لا يعنيك، وحاولي الانصراف بهدوء مراعاة للشعور، فقد يكون من غير المناسب بقاؤك في هذا الموقف، وعليك أن تدعي لأهل المنزل بإخلاص أن ينزع الله ما بينهم من خلاف ويعيد للبيت سكينته ومودته.
وإذا ما دعت صاحبة المنزل زائرتها للطعام فيجب أن تلبي الدعوة إلى ما يقدم لها؛ لأن هذا يسعد صاحبة المنزل ويزيل التكلف، فتلبية الدعوة من حق المسلم على المسلم، كذلك إن كان الطعام مما تطيب به نفسك أكلت وإن كان غير ذلك فتذوقي منه كأنك أكلت حتى ترضي صاحبة المنزل ثم تتركيه دون أن تعيبيه.
كذلك يجب عليك مراعاة آداب الطعام الأخرى خاصة إذا كان أطفالك في صحبتك، وبعد الانتهاء من الطعام ادع لصديقتك "افطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة".
ولا تنسي ختم المجلس بالدعاء المأثور عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
وعند الانصراف حاولي – قدر الإمكان – إنهاء حديثك داخل الشقة، وتجنبي الكلام على السلم. "