الحدائق المنزلية أصبحت الآن مكملة لديكور المنزل، والعناية بها فن يدل عن مدى ذوق أفراد العائلة، وتعتبر واحة صغيرة لقضاء أوقات جميلة وممتعة تجمع أفراد العائلة لتناول الشاي والقهوة أو وجبة العشاء بين الشجيرات والزهور .
فمن أجل هذه النزهة الممتعة يمكنكِ اتباع الخطوات التالية لتصميم الحديقة المنزلية:
إعداد الأرض للزراعة
- بعد اختياركِ المساحة المناسبة من البيت يتم حرث الأرض مرتين لعمق 30 سم. ويفضل وضع الأسمدة العضوية والكيماوية قريبة من منطقة انتشار الجذور على أن يخلط السماد بالتربة، ثم يغطى بطبقة من التربة.
- تروى الأرض رية غزيرة بعد الحراثة، وبعد يوم أو يومين يمكن زراعة شتلات الزهور والأشجار، ويفضل اختيار مساحة من الحديقة لزراعة الخضراوات كالباذنجان والفجل وغيرها.
- وضع النباتات التي تحتاج إلى رعاية متواصلة قريبا من المنزل، فمهما كان الوضع.. تصميم حديقة جديدة أو إجراء تعديلات على الحديقة الحالية أو نقل النباتات من مكان إلى آخر، فلابد من الالتزام بهذه النصيحة، وذلك لاحتمالات عدم رعاية النباتات البعيدة عن الأنظار. وبهذه الطريقة لا يصبح نقل المعدات الزراعية وربط خرطوم المياه بالصنبور عملية سهلة فحسب، ولكن سيجد أفراد العائلة الحديقة قريبة منهم للاستمتاع بالأوقات التي يقضونها فيها.
- الحدائق الأصغر مساحة هي الأفضل دائما، إذ أنه وعلى الرغم من أن الحدائق التي تحتل مساحات كبيرة توفر المزيد من فرص الاستمتاع بها، إلا أنه يتعين التفكير في كيفية رعاية الحديقة أيضا، فإن كان أفراد العائلة هم الذين يقومون بأعمال النظافة والري والتشذيب، فالحديقة صغيرة المساحة ستكون الخيار المفضل، أما إذا كانت العائلة تفكر في الاستعانة ببستاني متخصص، فالحديقة الكبيرة ستكون الخيار المفضل. ولكن المتعة الحقيقية هي في رعاية أفراد العائلة للحديقة المنزلية، لأنها جزء منهم وتعكس ذوقهم.
- وعند التفكير في تصميم حديقة منزلية ذات مساحة صغيرة ينبغي عدم إغفال حاويات الزهور، أي الأواني الإسمنتية والبلاستيكية التي توضع الزهور بداخلها. كما يمكن أيضا الاستعانة بالسلال المعلقة التي يسهل رفعها أو خفضها. ولا يوجد سبب يدعو لزراعة النباتات الموسمية أو لعدم زراعة الشجيرات وأشجار الفاكهة مثل العنب والخضراوات والنباتات المعمرة. كما يمكن الاستعانة بأحواض الزهور المتحركة حتى يمكن نقلها من مكان إلى آخر بسهولة ويسر.
- رفع مستوى أحواض الزهور لتسهيل رعايتها ولعدم التعرض لآلام الظهر المبرحة. إن وضع هذه الأحواض على ارتفاع عشر بوصات من سطح الأرض يسهل رعايتها أثناء الجلوس على مقعد مثلا. كما يمكن بناء مقعد أسمنتي كجزء من حوض الزهور. وإذا تعذر ذلك يمكن وضع الحوض على ارتفاع قدمين من سطح الأرض ووضع بعض الحجارة المسطحة أو أخشاب الزينة، أو أي شيء يمكن الجلوس عليه حول الحوض.
- أما بالنسبة لعمليات الري فيمكن الاستعانة بأنظمة الري المعروفة بأجهزة "التقطير" التي تقوم بنثر المياه بطريقة دائرية منتظمة، والتي يمكن سحبها من مكان إلى آخر دون أن تؤثر على حياة النباتات والزهور.
- الاهتمام بالبستنة، أي ترتيب النباتات والممرات، خاصة وأن السير في ممرات الحدائق يعتبر من الأمور الممتعة. والدروب الضيقة التي يتم تصميمها بطريقة ممتازة تجعل من عملية الدخول إلى الحديقة أو الخروج منها عملية ممتعة للغاية. وهنا ينبغي التفكير جيدا في استخدامات هذه الدروب، وتحديد أي منها الذي يستخدم كدرب أو ممر للتجول داخل الحديقة، وتلك التي تقود الزوار والضيوف إلى مدخل المنزل مباشرة.
- سور الحديقة، والذي يعتبر من العناصر المكملة لعملية البستنة ويجعل من الحديقة مكانا سهل الاستخدام. وإذا كان أفراد العائلة لا يجدون صعوبة في الانحناء أو الجلوس على الركبتين وصعوبة في الوقوف، فيفضل استخدام أسوار من القطع الخشبية المتصلة ببعضها البعض، وذلك لسهولة الإمساك بها والاتكاء عليها. ومهما كانت المادة التي تستخدم في تشييد السور، فيجب ألا يقل ارتفاعه عن ثلاثة أقدام، وذلك تحاشيا للتعثر فوقه.
- ويمكن إضافة قضبان حديدية ملونة إلى الجزء الداخلي من السور لإضفاء مسحة جمالية يمكن أن تصبح أكثر بهجة للناظرين إذا تمت إقامة بعض المجسمات لطيور وحيوانات أليفة.
- انتقاء النباتات المناسبة، إذ يفضل إضافة إلى النباتات المحببة لأفراد العائلة غرس شجيرات وأشجار ورود لا تحتاج إلا لأقل قدر من الرعاية. أما إذا كان أفراد العائلة يفضلون الأشجار المثمرة فيفضل زراعة أشجار العنب والنخيل.
نُزلكِ حديقة خضراوات مصغرة ... ؟! اعمليها بنفسكِ
كانت معظم زراعات الخضر، في الماضي، تتم في بساتين صغيرة قرب المنازل أو حتى في الحدائق المنزلية، ومع زيادة أعداد السكان وإدخال التقنيات الزراعية إلى أساليب الزراعة والحصاد، شهد الإنتاج الزراعي من الخضر توسعاً ملحوظاً أدى إلى انتشار زراعات الخضر في الحقول المكشوفة وفي البيوت المحمية. وفي مناطق كثيرة من العالم لايزال للحدائق المنزلية مكانتها الخاصة، إذ إن بعض الناس لا يزال يستخدمها لإنتاج الخضر الطازجة بصفة دورية، ويمكن اعتبار حدائق الخضر المنزلية "سوقاً مصغرة" لإمداد الأسرة بالخضر الطازجة، كما أنها مجال مناسب لإشباع هواية ممارسة الزراعة التجريبية لدى بعض ربات وأرباب البيوت.
* الاختيار
إذا كنتِ متحمسة للبداية وممارسة زراعة جزء من حديقة منزلكِ فإنه يمكنك زراعة محاصيل الخضر باختلاف أنواعها ويتم التركيز (في المساحات المتاحة في المنزل) على بعض المحاصيل مثل:
- الخضر التي تعطي إنتاجاً عالياً في وحدة المساحة مثل الطماطم والفاصوليا والكرنب والبنجر والجزر والفجل.
- الخضر ذات دورة الحياة القصيرة مثل السبانخ والخس حتى لا تشغل الأرض فترة طويلة.
- كما يمكن زراعة محاصيل أخرى حسب رغبة صاحبة الحديقة وحسب توفر الإمكانيات والمساحة المتاحة. مثلاً يمكن زراعة الورد والأزهار في تناسق جمالي مناسب، وعندما تكون المساحة المتوفرة كبيرة فإنه يمكنكما زراعة كل أنواع الخضر التي تحتاجها العائلة، أما إذا كانت المساحة محدودة فإنه يفضل زراعة المحاصيل ذات الإنتاجية العالية في وحدة المساحة مع الأخذ في الاعتبار المدة التي يقضيها المحصول في الأرض حيث يستحسن زراعة المحاصيل وفق دورة زراعية مناسبة.
* تجهيز الموقع
ها أنتِ قد اتخذتي القرار بزراعة خضار في حديقتك المنزلية.
وها قد نزلتي إليها وألقيتِ نظرة متأنية وتساءلتي: أين أزرع.. كيف أتعرف على المكان الأنسب أو حتى لو لم يكن عندكِ خيار في المكان قد تتساءلين: وهل ثمة ملاحظات وخطوات تقودني للنجاح في زراعتي وإمداد أسرتي بالخضار الطازجة؟
لا عليكِ..!
هاكِ بعض النقاط المهمة قبل البدء في اختيار الموقع:
- احرصي على أن يكون الموقع بعيداً قدر الإمكان عن جدران المباني والأسوار والأشجار. إذا استحال ذلك لعدم توفر المساحة فلا عليك.
- أن تتوفر إضاءة جيدة (النهار) لمدة 8 ساعات يومياً على الأقل.
- أن يتوفر مصدر المياه المناسب.
- أن تكون الأرض مستوية (قدر الإمكان) والتربة صالحة للزراعة. وأن يكون شكل الأرض مستطيلاً بقدر الإمكان لتسهيل إقامة الخطوط وخدمتها.
* البداية ..الحراثة
وبعد تحديد المساحة التي ستزرعيها احرثيها بالمسحاة وذلك بهدف تقليب التربة حيث يفضل أن تحفر الأرض وتقلب بعمق 30 سم أو أكثر قليلاً وتقلب التربة مع إبقائها في مكانها (أي لا تزاح التربة وإنما تقلب).
أبعدي الحصى الكبير أو أي بقايا لنباتات أو جذور أو أوساخ كلما مر عليكِ منها شيء أثناء الحرث.
يمكنك إضافة ما مقداره 2 كجم من السماد المركب المسمى 5-10-5 أو 10-10-5- 10 لكل 10أمتار مربعة من ارض الحديقة التي يراد زراعتها (يمكنكِ الحصول على هذه الأسمدة من محلات بيع المواد الزراعية) وتكون الإضافة بخلطها مع التربة في أثناء التقلب وقبل التسوية أو تضاف نثراً بمحاذاة خطوط الزراعة وتدفن في التربة بعمق حوالي 5 سم بحيث تكون أعمق من مستوى زراعة البذور نفسها.
سَوّي الأرض وخططيها إما بتوزيعها إلى أحواض بحيث تكون الزراعة في خطوط أو سطور داخل كل حوض أو تترك كحوض واحد إذا كانت صغيرة.
* زراعة رمضان
حسب الرغبة يمكنك في شهر رمضان المبارك زراعة الخس أو البقدونس أو الجرجير أو البنجر كما يمكنك الجمع بينها (كل محصول في حوض) إذا كانت أرضك كبيرة.
اذهبي إلى محل بيع بذور موثوق فيه واشتري البذور ثم أحضريها وتكون الأرض جاهزة ومسطرة.
يتم زراعة البذور بعمق لا يتعدى 2 سم بنثرها في الخطوط المستقيمة ثم تغطى بطبقة خفيفة من التربة وتروى بالرش الخفيف حتى تستقر التربة ثم يكون الري منتظما في الأيام الأولى من الزراعة (في أثناء الري كن حذراً من أن تزاح طبقة التربة عن البذور (أي يكون الري بصورة هادئة ورقيقة).
ويكون الانتظام في الري كل يومين مثلاً حسب حالة التربة والجو.
يمكنكِ شراء شتلات جاهزة من محلات الزراعة بدل البذور، ويجب أن تكون في عمر يتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع وارتفاعها 10 إلى 15سم، ويكون في كل شتلة حوالي 3 إلى 4 أوراق على الأقل. وتزرع الشتلة بأن يحفر لها حفرة صغيرة في التربة (بعمق حوالي 5سم) وتدفن جذورها في التربة وتغطى بالتراب، ثم تروى مباشرة بعد الزراعة.
خصصي وقتاً مناسباً للاعتناء بالحديقة ( مثلاً ما بعد العصر أو قبل المغرب في رمضان) بحيث تلاحظي ظهور أعشاب مثلاً تحتاج للإزالة وغير ذلك.
* وقت الحصاد
عندما تنضج الخضار تحصد ويحدد فترة النضج وبالنسبة للخس والجرجير أو حتى البقدونس يمكن ملاحظة نضجه بعد 30 يوماً من خلال معرفتك السابقة بهذه الخضار.
يفضل أن يتم الحصاد في الصباح الباكر لأن هذا الوقت يتيح للنبات أن يظل غضاً لفترة أطول بعد الحصاد. ويطيل في عمرها التخزيني.
* احرصي على الاستفادة القصوى من المكان
يفضل وجود ممرات للخدمة في الحديقة المنزلية لتسهيل الزراعة ورعاية المحصول، وفي بعض الحدائق قد تكون المساحة المتوفرة محدودة لدرجة لا يمكن معها عمل ممرات مناسبة للخدمة، ولهذا فإنه يمكن اختصار دور ممرات الخدمة بطرق مختلفة منها:
أن تكون الخضر المعمرة في جانب من الحديقة حتى لا تتعارض خدمتها مع خدمة الأنواع الحولية الأخرى.
زراعة محاصيل متنوعة في المساحة نفسها سواء داخل الخطوط أو بين الخطوط في الوقت نفسه والحكمة من ذلك أن المحصول السريع النمو ينضج بعد فترة وجيزة مما يتيح للمحصول الأبطأ مساحة أكبر من الأرض لإكمال نموه ونضجه.
الزراعة على دعامات أو أسلاك بالنسبة لبعض المحاصيل مثل الطماطم والبسلة والفاصوليا والخيار والشمام.
الزراعة على مسافات مناسبة بين الخطوط وبين النباتات في الخط نفسه.
* اعتبارات عامة
- تحتاج الخضر بصفة عامة إلى أرض خصبة جيدة الصرف ذات تركيب طمي طيني (متوسطة القوام) أو هشة القوام حتى تسمح بنمو جيد للجذور. كذلك يجب أن تكون التربة خالية من الأملاح ويستدل على وجود الأملاح بالتربة عن طريق تكون قشرة بيضاء على سطح التربة بعد عملية الري، ويمكن تقليل نسبة الأملاح بالتربة عن طريق كشط الأملاح بالمسحاة ثم غمرها بالماء عدة مرات حيث يساعد ذلك على إذابة هذه الأملاح ومن ثم التخلص منها عن طريق صرف المياه.
- هذا وينتج عن زراعة الخضراوات في أرض ملحية ضعف النباتات وتغزمها وسرعة وصول النباتات إلى مرحلة الشيخوخة، مما يترتب عليه قلة الإنتاج في النهاية ويلاحظ أن أنواع الخضر تتباين في درجة تحملها للملوحة فنباتات الفاصوليا على سبيل المثال تعتبر من أقل النباتات تحملاً للملوحة، في حين أن بنجر المائدة من أكثر محاصيل الخضر تحملاً للملوحة.
*
اتمنى الإستفاده للجميع