علاقة فصل الربيع بالإكتئاب عند المرأة
--------------------------------------------------------------------------------
في الربيع يتغير حال الطبيعة حيث تتوهج وتشع بالدفء وكل ذلك يصل إلى مخ الإنسان فيزداد نشاطا ويقظة. ويترتب على ذلك زيادة حدة الإدراك للمثيرات المختلفة، فتنشط الذاكرة في تسجيل الأحداث واستدعائها، وينشط التفكير في الربط بين الأحداث والمعلومات وفي توليد الأفكار المختلفة، وتصبح مشاعر المرأة مرهفة سواء في اتجاه السرور أو اتجاه الحزن .
ولكن أحيانا يزداد النشاط العقلي للمرأة بصورة لا يمكن لآلياتها الدفاعية التعامل معها فينفرط عقد الأداء العقلي وتناسقه لدى المرأة ويشذ عن المنطق المألوف ويدخل بها إلى دائرة المرض، وهذا ما نلاحظه من زيادة حدوث مرض الهوس مع دخول فصل الربيع، ويتميز هذا المرض بزيادة اليقظة وقلة النوم لدرجة تصل إلى التشتت الذي يترتب عليه سوء الفهم وخلط الخبرات السابقة.
هذا ومن جانب آخر، فإن تعريض الجسم للضوء الطبيعي أي ضوء النهار بكثرة هو أحد أفضل الطرق للقضاء على أعراض الإنهاك والتعب والاكتئاب المرتبطة بفصل الربيع.
وقالت أورسولا سليربرج من اتحاد الصيادلة الألمانية، إن "الضوء يحسن المزاج نظرا لأنه يحد من إفراز هرمون ميلاتونين الذي يسبب النعاس". وأضافت "هذا أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الأشخاص يبدون في صحة جيدة بعد عودتهم من عطلة تزلج". ووسيلة أخرى لتقليص أعراض التوتر هو أخذ حمام ساخن وبارد. وتوصي سليربرج "ببدء أول ثلاث دقائق بأخذ حمام دافئ ثم نصف دقيقة من المياه الباردة".
وأضافت، أنه يتعين تكرار ذلك مرتين أو ثلاث مرات ثم أخذ حمام بارد في نهاية الأمر، مشيرة إلى أن أخذ حمام بخار (ساونا) يأتي بتأثير مماثل. وتحذر الخبيرة من أن تناول القهوة أو الشاي له تأثير منبه لا يطول مفعوله كثيرا ويلي ذلك شعور بالإرهاق أكثر من الأول حتى. هذا ومن جانب آخر، ذكرت إحدى الإحصاءات الصحية الفرنسية أن ما يقرب من 40 في المائة من الفرنسيين يصابون بالإعياء عند تغيير الفصول.
وأشارت مجلة "الصحة" الفرنسية إلى أن فيتامين "ب6" يفيد في تقوية جهاز الدفاع المناعي إضافة إلى مشاركته في تخليق هرمون "السيروتونين" الذي يعرف بهرمون السعادة أما فيتامين "ب9" أو حامض الفوليك فهو يلزم لإنتاج الأدرينالين والدوبامين الضروريين للمخ لأداء وظائفه وتنشيط قدرته.
وأفادت دراسة أن حوالي نصف البريطانيين كذلك الأمر يعانون من الاكتئاب بسبب الشتاء. وسئل اكثر من 1000 شخص عن شعورهم في الشتاء. كانت النتيجة أن 45 بالمائة منهم يشعرون بأنهم منقطعون عن العالم. وقال ثلثهم إن الطقس في الشتاء يشعرهم بالاكتئاب.
قال ربع الشباب ما بين 16 و24 من أعمارهم أنهم يشربون مزيدا من الكحول في الشتاء. وقال أكثر من نصف الشباب أنهم يأكلون أكثر في الشتاء. وأجرت الدراسة جمعية الصحة النفسية والعقلية مايند لتركيز الانتباه على المشكلات النفسية التي لها علاقة بأحوال الطقس.
ومن المعروف أن "الاكتئاب الشتوي" يصيب المرأة غالبا ويبدأ ظهوره مع فصل الشتاء ويسبب انقباضا نفسيا حادا وسوء التركيز وهو يصيب المرأة ثلاثة أضعاف الرجل.
وقد أثبتت الدراسات، أن أفضل علاج لهذا المرض الموسمي هو جرعات من الضوء لإعادة ضبط تلك الساعة الخفية داخل جسم الإنسان ..ويكفي الجلوس أمام مصدر ضوئي جيد لمدة 20 دقيقة يوميا مع تهوية حجرات المنزل